بألم يمزق قلبه لأجل ابنته، أردف جبر: "لا عاش ولا كان يا بوي... هَنلاقي حل تاني ويساعد الكل من غير أذية لبنتي."
بتجهم، أجابه عبد الجبار: "والحل إيه بجى، بعد اللي عملته بت أخوك الغبية؟" شبك يداه ببعضهما وتابع: "هاا جولولي، هَنحلوها إزاي بعد ما عبدلله أعلن جدام الكل عن العرس اللي هَيبجى بكرة؟" بعيون تشتعل غضبًا وتتطلق نارًا لو أصابت أحدهم لأحرقته حيًا تابع: "فاكر سهل عليا أخليه يكسرني ويجبرني أني على اللي هو عايزه؟ فاكرين إن كسرة جلب زهرة سهلة عليا؟ بس هي طول عمرها عاجلة وراسية وهتفهم إن مصلحة العيلة هي اللي أهم، وبعدين شاهين هيعدل بيناتهم... مش كدة يا شاهين؟"
نظر شاهين مطولًا، وأجابه بوضوح عن مكنونات قلبه: "وأني... وجلبي أني، أعمل فيه إيه يا جدي؟ هطلع في عيون زهرة إزاي وأجولها إيه؟"
ساد الصمت وتألم الجميع، مدركين لألم شاهين. لا يمكنهم إنكار ما فعله لأجل زهرة منذ زواجهما، فقد وفر لها حماية لم يتوقعها أحد، حتى والدها وشقيقها الحنون شهاب. أما شهاب، الذي يعلم مكنونات قلب ابن عمه ورفيقه، فقد شعر بالألم عليهما معًا. ولم يكن حال جبر بأفضل، فهو يعلم أن قرار مجلس العائلة يُنفذ بلا نقاش، فها هو والده كبير النجع و العائلة قد اعطى كلمته فلقد كان يومًا في مكان شاهين، مع فارق أنه لم يحمل هذا الحب لزوجته وابنة عمه مريم. لم يبالِ كثيرًا، لكنه أعطى لنفسه عذرًا. كم شعر بألم على ذكر مريم الآن... نعم، حاول دومًا أن يكون عادلاً، ولكن قلبه مال لحبيبته وألم روحه الخفي بين الضلوع.
قطع شاهين الصمت قائلاً: ".........."
#زهرة#شاهين#نجع_كرمhttps://www.wattpad.com/story/398708783?utm_source=android&utm_medium=whatsapp&utm_content=share_reading&wp_page=reading&wp_uname=Zendegi_Lina
الحُبُّ لا يُعطِي إلَّا ذَاتَهُ، ولا يَأخُذُ إلَّا مِن ذَاتِهِ. وهُوَ لا يَمْلِكُ ولا يُملَكُ، فَحَسْبُهُ أَنَّهُ الحُبُّ.
جبران خليل جبران
استيقظت زهرة على دفء يلف جسدها، فذراعيه القويتان كانتا تحيطان بها، كما اعتادت أن تغفو كل ليلة. لم يكن مجرد احتضان، بل كان ملاذها الأكثر دفئًا، وأفضل ما يختتم به يومها. فتحت عينيها لتجد وجهه أقرب إليها من أي شيء آخر، شعرت بضربات قلبه المنتظمة تحت رأسها، وشمت رائحة جسده المميزة. ابتسمت في سرها وهي تدرك أن هذا هو أجمل ما يمكن أن تستقبل به يومًا جديدًا، وجهه هو شمسها الخاصة.
"شاهين... شاهين"، همست بصوت رقيق تحثه على الاستيقاظ لأداء صلاة الفجر في مسجد النجع، ثم اللحاق بلمة العائلة على مائدة الإفطار. لكنه، بدلًا من أن يجيب، سحبها أقرب إليه ودفن وجهه في شعرها، وتنهد بارتياح.
"خمس دجايق بس..." تمتم شاهين بصوت أجش ونصف نائم، بينما يدفن وجهه في عنقها. شعرت زهرة بدغدغة أنفاسه الدافئة على رقبتها، فضحكت بصوت خافت، واستسلمت للحظة. لم يكن بوسعها مقاومة الرغبة في البقاء بين ذراعيه، حيث يتوقف الزمن، وتذوب كل المسؤوليات. ألقت فكرة الإفطار جانبًا، ورفعت يدها لتمررها برفق عبر خصلات شعره الداكنة، صمتت قليلاً ثم قالت : " بس جدتي دلوقيتي هتزعل مني، وهتبدأ موشح ست البيت الشاطرة اللي بتصحى من الفجرية عشان تتابع أمور بيتها."
انفجر شاهين ضاحكًا من أعماق قلبه، ففكرة "ست البيت" التي ترسمها جدته في مخيلتها، لن تلتقي أبدًا مع طبيعة زهرته. "خليهم يزعلوا......." قال بصوت أعلى قليلًا، وشد من احتضانه، بينما يطبع القبلات على كل شبر في وجهها، قبل أن يضع قبلة عميقة على غمازتيها.
#نجع_كرم#زهرة#شاهينhttps://www.wattpad.com/story/398708783?utm_source=android&utm_medium=whatsapp&utm_content=share_reading&wp_page=reading&wp_uname=Zendegi_Lina