Ash.

الأيّام كلّها مضيئة، و اللّيالي كلّها رائعة، رغمَ ذلك، لازلت أحبّ الكتابة عن الحزن.

"خُلق القلبُ ليُجبَر"

يمكنك التمتع و يمكنك الابداع طوال هذه الحياة القصيرة و على الرغم من ذلك فإنك، في أحسن الأحوال، دائما كنت تغني مجرد أغنية واحدة بعد أخرى، فالسمفونية التامة بأكملها، بكل أصواتها و آلاتها المئة لم تُعزف في وقت واحد قطّ. 

إذا إمتلكت يوما ما براعة الحديث و شيئا من اللياقة التي تؤهلني كي أكون إنسانا في نظر العالم المضطرب، كنت لأنازع كثيرا في سبيل إخبار الناس بحقيقة الأمور، و كنت لألج إلى قلب الأشياء دون التزييف الذي تحتمه أنفسنا العبثية، و كنت لأطارد كل الخفايا و كل المعاني إلى أن تخلو الحياة من جدواها، كنت لألهمهم بكلماتي واقعا جديدا يدركون فيه شأن الحب و الإخلاص فيه، و جمال النهايات و أهمية نسيانها، لو أمكن لكلّ شيء أن يقال لما توقفت عن الحديث، و لو أمكن لكل شيء أن يدون لما توقفت عن الكتابة، و مع علمي بأن أكثر التخيلات فساحة لن تموت إلا داخلي فأنا لازلت أحيا بها حالما متعلقا بأوهامي، و لازلت أبوح بها من حين لآخر وسط عديد من الوجوه الساذجة المحزنة، رغم شديد الألم و الوحدة التي أعايشها أثناء إخبارهم، إلا أنني أتعافى بإعتقادي أن صاحب الرؤية الأعمق _لسبب ما_ يجب أن يتعذب. 

يصحو المرأ أحيانا على يوم تعيس، شديد الهدوء و الفقد، لكن لسبب ما فإن العاطفة في أشد ساعاتها عذابا، تجد ذلك اليوم التعيس بهيج الفتائن، ملائم المزاج و رائق الجو، حتى أنه قد يحلو للإنسان فيه الهذر و إقتراف دنايا التفاهات، ليس لشيء سوى أن الأحزان إذا أسرفت في دوامها أصبحت باعثة للسخرية، و أن كل مأساة إذا طالت سقطت إلى مهزلة. 
          
          

_بل إن طبعي المتقلب هو ما يجعلني أقدر الأحاسيس، فالمخلصون لا يعرفون الحب إلا من جانبه التافه، أما المتقلبون فيذوقون علقمه.

_أولئك الذين يعيشون بلا هاجس جوهري نجوا منذ البداية، لكن ما الذي أنقذوه، هؤلاء الذين لم يعرفوا أدنى الخطر؟

لا وجود لغنائية في غياب بذرة الجنون الداخلي.

_لا أصدق مدى البهجة التي يمكن أن يصنعها كوب قهوة و رواية جميلة التأليف.