Hy-wlec
لم يبلغوني خبرك، ليلةٌ وخلفها ليلة،
عامٌ تليه عام، تلاحقت أعوامي، وكان الانتظار مرساي.
انتظرتُ خبرًا يخفف لوعَ قلبي، يشفي علّة روحي،
ألتهفُ للخبائر بفضولِ قيسٍ لليلي، ولا خبرًا لي.
أستبحتُ بك حُبَّ العوالم، وسخّرت، وأدمتك عالمي.
ألم يكفك الهيامُ والولهُ؟قدّمتُ ما في كُلّي،
ولم أشتكِ، أردتُ لك الخير دومًا، لكن معي وفيّ،
ما زلتُ أنتظر وأرتجي علّ خبرًا يُقبل وجع أشواقي.
أفراقي هيّنٌ يا مطلعي؟، يا بدايتي وأوسطي ونهايتي،
لم ترتضِ بنوري وأطفأتني، نفرتَ من جناحي وألهبتني،
غمرتَ عمري بكلِّ السوء، وأحرقتني؛ أكان الغرامُ ذنبي؟
وددتُ لو أحتضن قلبك بين خوافقي وأركاني،
لئلّا تنجرح... تمنّيتُ لو أحفظك، وأدخلك أعماقي.
أبيتَ حُبي المبالغ، واستحرمته عنك وعني.
ها أنا اليوم أستمع لخبرك أخيرًا، كأنك لستَ بدنياي،
ويالقسوةِ أخبارك... رحلتَ بعيدًا من بين يدي.
استقررتَ بين من احتواك أكثر مني!
أوتظن أن في الخلق بشرًا يُحبك كمثلي؟
لا والله لا، لن يحبّ أحدٌ حبًا مثيلًا لما منحته وجداني.
حُبي كان نقيًا طاهرًا، أحببتُك ككلِّ شيءٍ كان ويكون،
أحببتك مثلما لم أفعل، فضّلتك على جُلّ الخلائق في كوكبي.
لكنك رحلت... وانتهيت، وانتهينا، انتهى ولهي،
وسرحتُ أنا، ضعتُ وانهلكتُ وتعذّبت دواخلي.
Hy-wlec
وداعي لك حارٌّ يُبكي عيناي، أترضى بعيناي الأسى؟
لم أنالك يا أوّل مُنياي، وقف الزمانُ والقدر وأنت ضدي.
كيف أستقيم بعد خسائري؟ أتباهى بحزني أم صدماتي؟
يؤلم صدري ما أصبحتُ عليه، تلبّسني شخصًا غيري.
أبكي ولا أدري لِمَ، أحزنُ ولا أدري ما بي،
أبكي كمثل بكاء العالم أجمع، لم تعد الكلمات تصفني،
أبكي بين هزائمي بين حروبي الخفية، أنا لستُ لي،
لم أعد أُجيد ما أبدع فيه، استوقفت كلماتي،
تعطّلت تشبيهاتي، وعجز وصفي وسردي عن إكمالي.
ما أسوأ العجز، وما أقوى العاجزين!، أنا لن أنحني،
سأنظر لك خسارةً أُخرى تركتها مصدرَ بؤسٍ يملأ قلبي.
سأظل أتذكرك كشيءٍ لن ولم يعود، كشيءٍ أوقف استمراري.
سأنتهي هنا، بك وبين ذكرياتٍ يبتسم لها ثغري.
كان الحبُّ كبيرًا وأنا قادر،كان الهيام طاغيًا وأنا باغٍ،
لكنك أردتَ أكثر من الحب، تمنّيت أن تُحبَّ بطريقةٍ أسقطتني.
حبي كان يكفي ويزيد، مُفرطًا بطريقةٍ تساوي لمعانك أمامي.
والله، أغرمتُ بك حدَّ الاختلال، يا قاتلي،
أقول الوداع لك، وأقصد به وداعًا لجُلّي ومجملي.
محزنٌ أن يمتلئ المرء بكلِّ ما يكره، لك أطيبُ تحياتي.
•
Reply