HyaSsin2020

          	في ظهيرة دافئة، جلس زين على المصطبة الحجرية في حديقة الجناح الجانبي، حيث أمر ببناء مكانٍ صغير يطلّ على النهر خلف الأسوار العالية.
          	
          	كانت تجلس على الأرض، قريبة، بعيدة…
          	كعادتها.
          	
          	عيناها ترقبان الماء، لكن روحها لا تزال تحاصرها الجدران القديمة.
          	يحبسها الخوف حتى في صمت النسيم.
          	
          	قال بهدوء:
          	
          	"هل أخبروكِ أن الأمير لا يبتسم؟"
          	
          	لم تُجب.
          	
          	"أم أخبروكِ أنه إن ضحك، فذلك نذير سوء؟"
          	
          	أجفلت قليلاً، ثم همست:
          	
          	"قالوا إنك لا تميل إلا للصرامة.
          	وإن أي كلمة لا تُعجبك تُكلّف الرأس."
          	
          	"آه… عظيم.
          	ولم يخبركِ أحد أني كنتُ أجيد التقليد؟"
          	
          	رفعت بصرها نحوه، مرتبكة.
          	
          	"تقليد؟"
          	
          	"الوجوه، الأصوات… كان لي صيتٌ عظيم في صغري، بين أبناء العائلة، حتى إنهم ظنّوا أني خلقتُ مهرّجًا لا أميرًا."
          	
          	لم تفهم ما يريد.
          	لكنّه تابع:
          	
          	"أتريدين أن أريكِ كيف كان الحاجب صالح يتهته كلما رأى الملك؟"
          	
          	وبدون إذنٍ منها، أخذ يقلّد الحاجب العجوز بصوتٍ متلعثم، يهتزّ فيه الشارب ويرتجف الجفن.
          	
          	كانت تراقبه بدهشة… ثم تغلب عليها فجأة ضحكة صغيرة… صغيرة جدًا…
          	كأنّ قلبها عطسَ فجأة من فرط الدهشة.
          	
          	ثم وضعت يدها على فمها فورًا… وارتجفت.
          	
          	قال وهو يبتسم:
          	
          	"ما بكِ؟"
          	
          	"أنا… ضحكت. لم أضحك منذ… لا أدري."
          	
          	"منذ أيّام الحرّية؟"
          	
          	"ربما… أو قبلها."
          	
          	"وما العجب في أن تضحكي؟"
          	
          	قالت بنبرة أقرب للذنب:
          	
          	"الجارية التي تضحك، تُتهم بالوقاحة… أو بالتمرد."
          	
          	"أنتِ لستِ جارية."
          	
          	"لكن…"
          	
          	"أنتِ أنتِ.
          	أنتِ فتاة، وروح، وقلب… ولي الحق أن أراكِ تضحكين."
          	
          	نظرت إليه…
          	كان في عينيه دفءٌ لا يُشبه الدفء.
          	

HyaSsin2020

          في ظهيرة دافئة، جلس زين على المصطبة الحجرية في حديقة الجناح الجانبي، حيث أمر ببناء مكانٍ صغير يطلّ على النهر خلف الأسوار العالية.
          
          كانت تجلس على الأرض، قريبة، بعيدة…
          كعادتها.
          
          عيناها ترقبان الماء، لكن روحها لا تزال تحاصرها الجدران القديمة.
          يحبسها الخوف حتى في صمت النسيم.
          
          قال بهدوء:
          
          "هل أخبروكِ أن الأمير لا يبتسم؟"
          
          لم تُجب.
          
          "أم أخبروكِ أنه إن ضحك، فذلك نذير سوء؟"
          
          أجفلت قليلاً، ثم همست:
          
          "قالوا إنك لا تميل إلا للصرامة.
          وإن أي كلمة لا تُعجبك تُكلّف الرأس."
          
          "آه… عظيم.
          ولم يخبركِ أحد أني كنتُ أجيد التقليد؟"
          
          رفعت بصرها نحوه، مرتبكة.
          
          "تقليد؟"
          
          "الوجوه، الأصوات… كان لي صيتٌ عظيم في صغري، بين أبناء العائلة، حتى إنهم ظنّوا أني خلقتُ مهرّجًا لا أميرًا."
          
          لم تفهم ما يريد.
          لكنّه تابع:
          
          "أتريدين أن أريكِ كيف كان الحاجب صالح يتهته كلما رأى الملك؟"
          
          وبدون إذنٍ منها، أخذ يقلّد الحاجب العجوز بصوتٍ متلعثم، يهتزّ فيه الشارب ويرتجف الجفن.
          
          كانت تراقبه بدهشة… ثم تغلب عليها فجأة ضحكة صغيرة… صغيرة جدًا…
          كأنّ قلبها عطسَ فجأة من فرط الدهشة.
          
          ثم وضعت يدها على فمها فورًا… وارتجفت.
          
          قال وهو يبتسم:
          
          "ما بكِ؟"
          
          "أنا… ضحكت. لم أضحك منذ… لا أدري."
          
          "منذ أيّام الحرّية؟"
          
          "ربما… أو قبلها."
          
          "وما العجب في أن تضحكي؟"
          
          قالت بنبرة أقرب للذنب:
          
          "الجارية التي تضحك، تُتهم بالوقاحة… أو بالتمرد."
          
          "أنتِ لستِ جارية."
          
          "لكن…"
          
          "أنتِ أنتِ.
          أنتِ فتاة، وروح، وقلب… ولي الحق أن أراكِ تضحكين."
          
          نظرت إليه…
          كان في عينيه دفءٌ لا يُشبه الدفء.
          

ahk2005

مرحبا استاذة هيا اريد ان أسئلكِ متى سوف تبدئين بنشر روايتك زهر جبينها المكلل و ضحاياالحب المذنبون ؟

ahk2005

@ ahk2005  وانا بانتظارك 
Reply

HyaSsin2020

@ahk2005 زهر جبينك كاملة هنشرها الشهر الجاي ان شاء الله ويارب تعجبك
Reply