إيني.

أخبَرتهُ الهجرَ مَصيري
          فَلا تزرَع ورودًا لتَسقيني
          رِفقًا بتُرابِ قَلبي إنّهُ مُفكّكُ
          قالَ إنّي باقٍ استَثنيني
          فَما بالهُ بعدَ الوعودِ ينكثُ ؟
          وَالوردُ شوكٌ يُنتزعُ من صَدري فَيكويني
          شعورٌ داخلي يتمزّقُ
          كُلما رأيتهُ لغيري يُجيبُ ..

من ذا يجرؤُ،
          على مؤاخاةِ الليلِ و السكونُ أنيسُ ؟
          قد حرستُ ظلامهُ،
          فهل من نومٍ قد باتَ وجهي تعيسُ ؟ 

"وَداعََا مَا أردْتُ لكَ الوَداعَا 
          ولَكِن كانَ لي أمَلٌ فَضَاعَا
          وإِن يدََا طَوَتْكَ طَوتْ قُلوبََا
          مُرَفرِفةََ وأَحلامََا وِساعَا" 

‏اللهُم اجبر خاطري جبرًا أنت وليّه، فإنه لا يعجزك شيء في الأرض و لا في السماء.

من ذا يُبلِّغُها بأنّي مُتعبٌ
          والشوقُ في جُنُباتِ قلبي يلعبُ
          من ذا يُبلِّغُها بكلِّ بساطةٍ
          أنّي بدونِ وجودِها أتعذَّبُ
          في موطني ما بين أحبابي هنا
          لكنني من دونِها أتغرَّبُ.

أيغلبُكِ الشوقُ أم تغلبينهْ؟
          ويعثو بكِ الليلُ إذ تسهرينهْ؟
          تقولينَ أنّكِ في خيرِ حالٍ
          ولكنّ روحكِ تبدو حزينهْ! 
          أما زلتِ من بعدِ عامٍ ونصفٍ
          تسحّين دمعكِ إذ تذكرينهْ؟ 
          وما زلتِ رغمَ الجراحِ العميقةِ
          رغم الجفا والأذى تعشقينهْ؟