IFEEl-
حتى في يدي اللتين أكتب بهما، ثقل يبطنه خدرّ ولا أدري إن كان هذا أفضل ما تقدمه لي نفسي الآن كوسيلة تكيفية، بقى القليل على إنتهاء الفصل الدراسي وما لي فيما سيأتي يدان لكنّ انقضاء الزمان حقيقة لا مفر منها! مرةً تكون سلوى لهمومنا ومرةً تجرّ علينا الحسرات وأنا ضالعه باحتراف في الأمرين حد التناقض. لمَ أكتب الآن بعد انقطاع طويل؟ ربما لأني كائن يحب اللغة، وربما لأن المكان هذا نجح في اقناعي أنني لن أستبدل الكتابة بشيء آخر مهما بحثت طويلا وحاولت، يغلبني هذا المكان ويغرّبني ويكويني بهذه الغربة إذ كلما ألفتُ أحبابًا هنا بعدوا وكلما حسبت أني جمعت نفسي شتتها، وكلما خلت أني بعدت عن نقطة الصفر من رحلتي هذه عدتُ فتاة في الخامس عشرة تمضي ليلها بحزنها الذي تجهله على سورة الشرح، وتقوم في صباح اليوم التالي تتمنى لو أن يدًا تمتد لا لشيء سوى لتبصر كونًا أوسع.