"ماذا لو كنا نسعى طوال حياتنا ليتبين لنا في النهاية بأننا طوال الوقت كنا نسير بعكس الأيام؟
سؤال طرحه بروفيسور علم الفلسفة في الجامعة ذات يوم، سؤلاً مرَ على مسامعي بسرعة الف سنة ضوئية والنتيجة كانت بأنه بقي عالقاً معي حتى آخر انفاسي على فراش الموت حينما كانت عينيي عالقة في السماء وذهني مع طرقة أصابع يديه ونبرة صوته وتساؤله الحاد الذي هز جسدي"
لا شيء يرحل دون أبقاء أثر فحتى الأماكن التي تشيخ تبقى تفوح منها رائحة البؤس التي تخبرنا بكل شيء،تحكي لنا كل شيء،تنادي علينا،تصرخ بأعلى ما تمتلك من قوة،ستسنجد بنا لنستمع الى بؤسها الذي أنعكس على كل زقاق ومنزل مهترأ متهالك لا حياة فيه.
يموت الأنسان..
بحادث مفجع..
أو بجريمة قتل مقصودة في غاية البشاعة
أو لربما تكون جريمة غير متعمدة، يموت الانسان بمرض خطير، مرض في غاية الفتك لا علاج له، يموت الانسان فجأة بنوبة قلبية صادمة أو بسكتة دماغية، يموت الأنسان بدون سبب!، فلسفة الموت الفجائية ما هي الا رعب عميق لا ينتهي لم ينتبه عليه أحد من قبل.