J-CB97
[كوبٌ من القهوة]
أنهيتُ قهوتي فهل عليَّ صنعُ أخرى؟ لعلَّ أفكاري تُهدأ
من ضجيجها، فقرع الطبول هيَ في عقلي
أكبُّ على الكتبِ… تواريخٌ و معارك، أسطرٌ وحروب
لكن ليستْ كتلكَ التي عاثتْ داخلي…
فكانَ من البلهِ أنْ أكتُبَ على هامشِ أوراقي، فأنا
الهامشُ و الاوراقُ طريقي
أقفُ على مفترقها ككيانٍ على خارطةٍ مبتلة، مهترئة
و غير واضحة…
يغزو المطر أوصالي رغمَ استشعاري خيوط الشمسِ
تنتشرُ حولي…
فأنا هنا لكنّي هناك، في ذلك المكان في تلكَ الخارطة
اختلطَ عليَّ الأمر فتاهتْ شوارعي و أضحيتُ مشرّدةً
فلمْ يَعُدْ الطريقُ طريقي و أبحثُ عني فلا أجدُني
ضائعةٌ أسير نحو العدمِ بروحٍ مشتتة...
عودةً إلى هدوئي الظاهريّ، يجدُني الناسُ مؤخرًا أحدِقُ
في الأفق البعيد ظنًّا مني أنَّني حزينة
فكيف لهم ألّا يظنّوا؟
و أنا التي لا أدرِكُ شيئًا ممّا قيل غارقةً في أفكارٍ شتى،
عيناي تلتقطُ أفواههم تتحدثُ بهراءٍ لا أعلم ماهيّته،
فيكون من حماقتي أن أعجبَ فيما بعد أين تضيع
تفاصيل أيامي…
و ما لي سوى أن أتغاضى عن أنَّني و مجددًا أنهيتُ
كوب القهوة دون وعٍ مني.
الثالثة مساءً، الثالثُ عشرَ من نوفمبر 2025
{سبعةُ عشرَ ربيعًا}