لم يكن أمامها إلا أن تنغمس في القراءة، كانت هوايتها المفضلة، نما ولعها بها في الفترة الأخيرة، حتى صار الكتاب صديقها الرّسمى الوحيد. لا يرفضها ولايطلق عليها أحكامًا، وفي حضرته يتسع مجال حرّيتها ليتجاوز الحدود الجغرافيّة. تلجأ إليه لتنفس عن ضيقها فيلاقيها بترحاب، تسرح فيه ومعه وعبره. تقرأ في المترو وفي غرفة الكتب حين تعود إلى المنزل وبعد العشاء ،وحين تسكن الدنيا من حولها، تطلق العنان لأفكارها، أفكار مربكة تتأرجح بشكل خطر بين التفاؤل والتشاؤم. نوع من الحوار الحضاري في رأسها. نوع من الحياة في داخلها، لا قدرة لها على إسكاتها.. ربّما لأن في استمرارها توازنها، إن لم يمكنها الفضفضة لأحد، فلتفضفض لكتبها