القصة التي تسببت في سَجن الكاتب التركي عزيز نيسن ●
● قصة قصيرة تحكى عن عائلة تعيش في بيت كبير.. لم تجد مانعاً من أن تؤجر حجرة منه.. ثم حجرة أخرى.. ثم حجرة ثالثة.. وهكذا.. جرى المال في يد الأسرة..
وراحت تنفقه على أشياء لا لزوم لها.. لكن المستأجرين سرعان ما ضجوا بالشكوى من قلة المياه .. فوافقت الأسرة على أن تقترض منهم لإصلاح المياه .. ثم اقترضت منهم لإصلاح شبكة الصرف .. ثم اقترضت منهم لإصلاح طرقات الحديقة .. ولأنها عجزت عن السداد .. فقد سمحت بمزيد من الغرباء يدخلون البيت ويسكنون فيه .. ثم سمحت لهم بالسيطرة على الحديقة .. ثم تركت لهم كل البيت وسكنت فوق السطح .. ثم لم تجد مفراً من أن يعمل أفرادها في خدمة هؤلاء الغرباء .. أصبحوا خدماً لهم ..
وهنا صرخ الإبن الكبير: إن هذا البيت لم يعد بيتنا .. نحن الذين أصبحنا فيه غرباء .. لكن .. الأب غضب بعنف على ما سمعه من إبنه .. وسارع بفتح خزانته السرية وأخرج منها ورقة قديمة تثبت أنه ورث البيت أباً عن جد ●
وبعد نشر هذة القصة أُدخل عزيز نيسين السجن ..
وقال المدعي العام العسكري الذي كان يحاكمه إنه كان يقصد الوطن بهذا البيت ..
وإبتسم عزيز نيسين إبتسامة ساخرة وقال: مادمتم بهذه الفطنة .. فلماذا فتحتم أبواب وحجرات الوطن للغرباء حتى إحتلونا بالديون وأصبحنا نحن الغرباء رغم سندات الملكية التي نحملها ونحن سعداء ؟؟!!