الوصف:
السماء رمادية متوشحة بغيم ثقيل، تتراكم السحب كأنها تحمل هموم الأرض على عاتقها، حتى تهوي بأثقالها دموعًا باردة. يبدأ المطر بالرذاذ الخفيف، كهمسات طمأنينة تسري في الأفق، ثم يشتد شيئًا فشيئًا، كأن السماء تغسل الأحزان، تمحو الأوجاع، وتبعث في القلب حياة جديدة. كل قطرة تسقط على الأرض، تروي بذور الأمل، وكل نسمة هواء معطرة برائحة التراب المبتل، تهب كأنها تحمل دعوات صامتة إلى السماء.
المشهد:
جلست تحت شرفة صغيرة، تراقب خيوط المطر وهي تنهمر برقة على الطرقات، ترسم لوحات شفافة فوق الزجاج، وتخلق سيمفونية هادئة من النقرات على الأسطح. أغمضت عينيها، أخذت نفسًا عميقًا، ثم رفعت كفّيها، كأنها تلتقط شيئًا من السماء. همست بدعاء، صوتها بالكاد يُسمع وسط هدير المطر، لكنه كان يعلو في قلبها.
كل قطرة تسقط كانت كأنها إجابة غير منظورة، وكأن المطر لم يكن مجرد ماء، بل رسائل من السماء: اصبري... تفاءلي... ستشرق الشمس من جديد.