Jungkook_Nda
بينما تتسرب خيوط الليل الباردة إلى أعماق الروح. وتتراقص حبات المطر على زجاج النافذة. أحتسي قهوتي المرة. دفئها لا يكفي ليخمد برودة تجمدت في شراييني. أستمع إلى همسات بودكاست خافتة. لكنها لا تستطيع أن تطغى على صخب الذكريات التي تصرخ في عقلي.
يعود بي شريط الماضي الأليم. مستعرضًا صورًا لا تُمحى من صفحات ذاكرتي. أتساءل: كيف وصلتُ إلى هذا العمق من الألم؟ كيف تمكنتُ جراح الغدر من أن تنخر في صميم روحي؟ كانت مشاعري حينها كزجاج هش. تُكسّر بقسوة. ويُتلاعب بها بلا هوادة. لم أدرك حينها أنني كنتُ أعيش في وهْم. وأن كل لمسة حنان كانت ستارًا لطعنة غائرة.
في غمرة هذا العبث. شعرتُ وكأنني أصبحتُ غريبة عن ذاتي. تبدل وجهي الذي أعرفه. وتغيرت ملامح روحي التي ألفتها. أصبحتُ للحظة شخصًا لا يشبهني. نسخة مشوهة من كياني الأصيل. فقدتُ بوصلتي. وتاهت خطواتي في دروب لم أعرفها. كان هذا الشعور بالضياع أشد وطأة من الألم نفسه. فقد سرق مني هويتي. وألقى بي في غياهب النسيان.
تتلاطم الأمواج بداخلي. أبحث عن شاطئ الأمان. عن نور يضيء عتمة الروح. أدرك أن العودة إلى الذات تحتاج إلى قوة. إلى إرادة لتجاوز الأطلال والنهوض من تحت الركام. فهل ستشرق شمس الأمل من جديد على بقايا روحي المشتتة؟ وهل أستطيع أن ألملم شتاتي وأعيد بناء ما تهدم؟