Kaesuki33590087
الليلة أشعر أنني أختفي ببطء.
ليس موتًا، لكن كأنني أذوب في صمتي شيئًا فشيئًا.
كل من حولي يظن أنني بخير، لأنني أبتسم.
لكنهم لا يعرفون أنني أبتسم كي لا أبكي أمامهم.
أنا متعبة…
متعبة من كل شيء.
من التظاهر، من الصبر، من محاولة فهم الآخرين وأنا التي لا يُحاول أحد فهمها.
كنت دائمًا الزائدة في كل مكان.
الكرسي الفارغ في الخلف،
الصوت الذي لا يُسمع،
الوجه الذي يختفي في الزحام.
في طفولتي كانوا يضحكون عليّ،
وفي كبري نسوني تمامًا.
لم يتغير شيء، فقط تغيرت الطريقة التي أتألم بها.
كنت أبكي بصوتٍ عالٍ، والآن أبكي بصمتٍ يشبه الموت.
كم مرة حاولت أن أكون كما يريدون؟
كم مرة خنقت ذاتي لأكون مقبولة؟
ضحكت وأنا أبكي في داخلي،
واعتذرت عن أشياء لم أفعلها،
وسامحت من طعنني لأبدو لطيفة.
أردت فقط أن يحبني أحد.
أن يقول لي “أنتِ لستِ عبئًا.”
لكن لا أحد قالها.
كلهم أحبّوا اللطف الذي أقدّمه،
ولم يحبّوا الفتاة التي وراءه.
تعبت من إخفاء نفسي.
تعبت من وضع قناعٍ ثقيل يبتسم بالنيابة عني.
أريد أن أصرخ، لكن صوتي لا يخرج.
أريد أن أبكي، لكن حتى الدموع هجرتني.
كلما اقتربت من أحد، ابتعد.
كلما منحت قلبي، عاد إليّ مكسورًا.
كأنني لست خُلقت للحب، بل للفقد فقط.
أحيانًا أكره نفسي،
ثم أحتضنها في خيالي وأقول:
“لا بأس… لم تكوني سيئة، فقط كنتِ حساسة أكثر من اللازم.”
أعرف أنني ضعيفة،
أعرف أنني أجرح بسهولة وأتعلق بسرعة.
لكنني لست سيئة،
أنا فقط لم أتعلم القسوة بعد.
أشعر بالبرد حتى في أكثر الأيام دفئًا.
برد لا يزول بالمعطف،
بل يسكن في صدري،
في مكاني الفارغ داخل الناس.
ربما أنا غريبة،
وربما لن يفهمني أحد أبدًا،
لكنني ما زلت أؤمن — رغم كل شيء —
أنني يوماً ما سأُحب كما أنا.
حتى لو كان ذلك اليوم بعيدًا جدًا…
حتى لو لم يأتِ أبدًا،
سأظل أنتظره.
الليلة…
سأكتفي بأن أضع رأسي على الوسادة،
وأتظاهر بالنوم،
وأتمنى فقط أن تتعب ذاكرتي قليلًا،
كي تنساني كما نُسيت.
شعرت بالضغط قليلا أو كثيرا هذه الأيام كلا بل منذ سنوات و الأن سنحت لي الفرصة لأتحدث عن ما أشعر به هنا لأنه لا أحد سيعرفني كل شيء سيء و أدركت كثيرا من الأمور التي ألمتني و أدركت مشاعري لكن لم أتقبلها