KimKan408

‏ينبغي عليك أحياناً أن تتكيف مع حقيقة أنك لا تشكل أهمية عظمى لأحد. 
          	
          	- ساراماغو

KimKan408

مرّحباً أمي 
          أكتب لكِ في كل مرةٍ يطفح الكيل عندي، لأنني لا أقوى على توجيه هذه الكلمات نحوكِ يوماً ، لأنني أخاف أن يصبح قلبكِ هشًّاً كما أنا، وأنا أريد أن أراكِ دائمًا قويةً، كما تعودت منذ صغرّي، وأعتقد أن هذا سبب أنني لا أتحمل رؤيتكِ ضعيفةً أبداً، لأنني على رغم كل شي، اتقوّى بكِ  ولكِ دائماً ، بشكلٍ ما، أنا اسند نفسي عليكِ، مهما بدوت صلبةً في عينيكِ، ومهما بدوت قـوية ،  أخاف دائماً أن أخبركِ عني وعن مخاوفي، لذلك وجدتُ نفسي -رغماً عني- أنسرب منكِ، أخاف أن أخبركِ أنني لم أعد أجد الحياة مثيرةً للأهتمام، وأنني لا أقوى على أن أكون بأيمانكِ القاطع، وأن الشك يبتلعني، وينخرّني، وأنني في كثيرٍ من الأحيان، لا أجد نفسي حيةً مطلقاً، وأنني بينما أنظر إليكِ، لا أتعرّف عليك في كثيرٍ من المرّات، وأعرف أنه ليس بوسعي أن أشرح لكِ، وليس بوسعكِ أن تفهمي، ولكنني أحبّكِ، بالرغم من أنكِ لا تفهمين ما خطّبي، ولكن لا يهم كثيراً، أنا فقط لا يسعني أن أكون مثلكِ دائماً ، ليس بوسعي، أن أصلي كصلاتكِ يا أُمي، فقدت الأشياء أسماءها، وأنا أتحّير أحياناً بمعرفة إسمي، فقدت الأشياء معانيها، ولم تعد الأشياء مألوفةً كما عهدناها، أرى العالم كل مرةٍ كما لو أنني أراه للمرة الاولى، ومع ذلك، أشعر بضجرٍ ضخم كما لو أنني عشت ملايين الاعوام، الوقت مهزلة عظيمة يا أمي، وانا لا أقوى على مواجهتها، تغادر الحياة وجهي اكثر في كل مرةٍ أستيقظ، ولا تعود، لهذا أشعر كما لو أنني مُت عشرات المرات،  لا أتعب أبداً من كتابة الحُزن لأنه لا ينتهي أبداً  مهما فعلت.