Kim_Velora

https://youtube.com/shorts/Ao__vSxrWUs?si=HXUF8UQyGh9nXhYv
          	لم تكن ترتعش بل كانت واقفة بثبات يشي بأن العاصفة الحقيقية ليست في يديها بل في داخلها اقتربت من المغسلة بخطى هادئة كأنها تمشي فوق أطراف فكرة قاتمة لا يريد العالم سماعها أدارت الصنبور بلمسة خفيفة فانطلق الماء بخضوع منسدلًا ببرود يوازي برود نظرتها مدت كفيها تحت الماء وراحت تراقب الدم وهو ينفصل عنها في خيوط دقيقة كأن كل قطرة تنسحب احترامًا لسيادة روحها المضطربة لم تفرك يديها بعجلة بل بحركة بطيئة متقنة توحي بأنها تؤدي طقسًا خاصًا يشبه تنقية الذات من أثر العالم كان اللون القرمزي ينساب فوق بشرتها كجدول صغير قبل أن يلتف في دوامة المغسلة مستسلمًا لذلك السقوط الأخير وفي كل لحظة كانت تتأمل المشهد بعينين لا يومضان عينين تحملان صفاء مريبًا لا يتوافق مع ما تحمله اليدان من حكاية انحنت قليلًا نحو الماء كأنها تصغي لهمس لا يسمعه سواها انعكس وجهها على سطحه المتراقص فبدت ملامحها هادئة حد القسوة فم يستريح على حافة ابتسامة باهتة وعينان تلتقطان الضوء ببرود يشبه السكون الذي يسبق انطفاء شعلة عنيدة وحين انتهى الدم رفعت يديها ببطء ونفضتهما كما تنفض صفحة من كتاب لم تعد ترغب في قراءته نظرت إلى المرآة وفي انعكاسها ظهر ذلك البريق الغريب بريق عقل لا يهاب الظلام بل يعيد تشكيله على هواه كان في سكونها جنون مكتوم وفي جنونها جمال لا يجرؤ أحد على لمسه