يبدو أن علاقتكِ بالأوقات المتأخرة وطيدة، وذلك منطقي؛ فأنا لا أستطيع تخيُّل ليلى في وضح النهار، بل أراها تغوص في ليلها.
ولا أستغرب، فهو أصدق عوالمي أيضًا..من المُدهش أن نجد الصدق في الزوايا التي نظنّها صامتة بينما هي تمُور بالحقيقة!
لا أعلم من منَّا سيغادر عالمه الصادق أولًا، لكن إن فعلتِ، أحرصي أن تتركين لي نافذة أخرى أتسلل منها.
أما عن الصوت الذي يُرافقني،
إن كنت سأختار لديسمبر نبرةً تُشبهه، سأختار Jeff Buckley
Ghostly Kisses will forever remind me of u.
أشعر بأن عليَّ أن أتذكرك، وبقدر ضرورة التذكر..أشعر بالغرابة!
ويختلجُ في صدري قليلٌ من السخط؛ إذ ليس لي سوى هذه المساحة الضيقة لأتسلل منها إلى عالمك الصغير، أو الكبير رُبما؟
عمومًا، أعذري اعترافاتي الهَوجاء
فبرد ديسمبر قارس، ولابد للحقائق أن تكون بقسوته.
مرحبًا جميعًا
ويبقى السّؤال يا أصحاب
"كيف تمضِي معكم هذه الحياة؟"
أيّ أحد ينتظر Requiem For Crave
أنا أعتذر منك، من الوقت الطّويل المُهدَر
بِكلّ صراحة، حاولت أتخلّى عنها، أكثر من مرّة.
…لكنّها وَلِيدة التّعزية، بِالنّسبة لي
ولأنّني قارِئة أيضًا، فكّرت:
"لَرُبّما وَلِيدتي تُؤنِسُ أحدًا، أو لَرُبّما تُواسي همًّا."
لِذلك تمسّكتُ بها، في كلّ مرّة.
عشان كذا يا أصحاب؛ اِرموها في قوائم القراءة
بِلا رحمة، اِركنوها بعيييد حتّى تتناسوا وُجودها
ما يحتاج تحطّوا ڤوت أو كومنت؛(
هُنا يُرحَّب بِالقراءة الصّامتة دَومًا.
أَعتزُّ بِكم كثيرًا،
وبِقدر اِعتزازي، أعتذر.
"وأبكي، مُتكتّمًا، فارِغًا، إنسانيًّا، مع ذاتي
…أبكي كلَّ شيء في غمرة فقدان الحضن،
موت اليد التي أُعطيتُها،
السّاعدين اللذين لم أعرف كيف اِنزرعا فيّ،
الكتف الذي لن أستطيع اِمتلاكه أبدًا."
-فرناندو بيسوا، اللّا طمأنينة
لَيلة الأمس تَفحّصت أدراج مكتبي بَحثًا عن ورقةٍ ما
فَإذ بي أُلاقي هذا الرّفيق المُواسي خِلال السّنوات الجامعيّة الضّائعة.
ويا الله، كَم شَعرتُ بِالحَنين!
حِين عَجِزَ أحدهم عن لَملَمة ذاتِه
فَانكَبّ مُعانِقًا اللّا طمأنينة.
يُبكيني ذاكَ الرّداء المُعلّق في الخِزانة
يُبكيني ذاكَ الحِذاء المركُون على الرَّف
تُبكيني زُجاجة العِطر التي لم تَفرُغ بِالكامل
يُبكيني يا حبيبتي أنّ الجَماد أحيانًا،
يصيرُ أَحَنّ و أَرَقّ، من قُلوب جميع النّاس.
حبيبتي ماما،
ألَيس الإنسان أشدُّ المخلُوقات تناقُضًا؟
يَتناقضُ المرءُ حتّى مع نفسه
على الرّغم من اليأسِ الذي يتملّك قَلبه
إلّا أنّه يُغمضُ أعيُنه لِتلاوة أُمنية.