Laea Ghvop

أين أنت هل أنت بخيرٍ..
          قلبي قلقٌ عليكِ..آمل أنك بخيرٍ..

إن منصتي الآن كنزاً ثميناً ولن أعلق عن أحد لكي لا يدخلوها ويشاركونني سري..

كيف حالكِ عزيزتي آستر؟ 
          

اللّه..تنتابنِي رغبة عارمة في حضّنك 
          ( أنا فتاة تعبر عن مشاعرهَا بالأحضان) ..
          لا أدري..لكني أثق بكِ و تذكري أن ما في وسّعكِ كانَ أكثر من كافٍ..و ما ستبذلين من وسعٍ أيضّا سيكون كافٍ..
          لا تشكريني يا آستر..
          (قد أبدو غريبَة مجنونة..لكن آستر إسم زهرة أحبها كثيرا..
          تسمى بزهرة النجمة أيضا..و هي ترمز للدفءِ و الضّياء و ذكرتني بكِ أعتذر..و لكني لازلت عند رأيي و أشعر بأنك دافئة)
          فجعلكِ الله مملوءة بالخيرِ بعيدة عن الضيقِ..
          بدد الله حزنكِ و ألمكِ كما يبدد الضّباب..
          و جعلكِ تصلينَ لما تبغينَ..حفظّك اللّه من كل سوء و ضرر و نقاكِ من الآلامِ و الدموعِ..و زرع فيكِ السكينة و الطمأنينة..
          و لأن الدعاءَ لغة حبِي..
          حتى و أنا لا أعرف إسمك بإذن الله 
          ستكونينَ محصورة بين دعواتِي . 

ممتنة لك لقراءتك  لحروفي العرجاء اشعر وكأن ثقل قد تنحى عن صدري 

أنتِ لست زهرةَ سوداءَ شائكة لا أدري كيفَ ترينَ نفسك كذلكِ و أنتِ تردين عليّ بهذّه الطريقة 
          لست أدري كيف ترين نفسكِ شائكة..و أنت تدفعينني للتحدث معكِ كأني أعرفك و أألفكِ منذ سنواتٍ..
          الا يعني هذّا أنكِ آمنة..أرى ذلك ..
          لا أقولها مجاملة..و لا أظّن أن المجاملات تجدي نفعًا بهذه الحالة..لكِني أشعر بأنكِ دافئة..
          من فضّلك..لا تسمحِي لبرودتهم بتجميدكِ..
          صدقيني..ليس ذنبَ الأعمى أنه لا يرى إلا الظّلامَ..
          إن كانوا هم عميانً عنكِ..فلا تكمهِي نفسك أبصريها و ستدلكِ على كل شيئٍ..نفسكِ هي الباب الوحيد الذّي يطرق فيفتحُ دون حاجة مفتاحٍ ليحشر بقفله..لم يفت الأوان..
          يمكنِك أن تكوني كزهرة توليبٍ..دافئة..
          يقول اللّه تعالى ..« و إصبر لحكم ربكَ فإنك بأعيبنّا» 
          أنت لست وحيدة أنت بأعين اللّه..
          أنت لست غير مرئية..إنك بأعين اللّه..
          و لأنه من رحمِ الشّقاء يولد الصبر..
          و لأن الدعاء هو الزهرة الوحيدة التي لا تذل حتى لو لم تسّقى..و لأننا بأعين لها..سيكون كل شيئ بخير يوما ما...
          هل ستغفرين لي أني أتيت بكلامي متأخرو إن دعوتُ لكِ؟
          أعتذر لو أثقلت عليك بالحديث . 

          أعتذرُ إذًا كان علي أن آتي مبكرًا..
          لكنّي قلت الكلام و هذّا الأهم أليس كذلكَ؟ ..
          أعرفُ شخصًا ربما هو يشّبهك
           كانوا يخبرونهُ أنّه أسودٌ حالكٌ..غير مناسبٍ لأعينهم..لكن هناكَ من أخبرهُ أنه رماديٌ..
          حينّها هو على وقعِ هذّه الكلماتِ أصبحَ يعيشُ..
          و بالمناسبة...اللّون الرماديُ هو لونُ الأملِ..ألا ترينَ أنّه منصفٌ..برأي اللّون الرماديُ هو أكثر الألوانِ أمنّا..
          إن كنتِ تريدينَ أن تكوني رماديّة فإفعلي..و إن كنت تريدينَ أن تكوني زرقاء فإفعلي أيضًا..
          أعرف زهرة..تسمى التوليب..برأيي أنكِ تعرفينها أسميها زهرة الحُرية..حسّنا سأشاركك سبب تسميتِي لها بزهرة الحُرية..
          لأنهّا زهرةٌ أستطيعُ أن تنمو و تخرجَ لضوءِ النهار بجميعِ الألوانِ..زرقاء..سوداء..بيضّاءٌ..نيليّة..هي موجودة دومًا..و الأجمل أنها زهرة جميعِ الفصول تنمو بجميع الفصول ..لا بردُ ديسمبر يجرحها فتظّل ذابلة تنتظر ربيعَ نيسانَ ليشفيهَا و لا بهتانُ تشرينَ يخفيها..هي تنموُ فلا يقدر عليهَا أي مناخٍ..و لا يحدها لونٌ..و لا تحددها تربَة..أشعرُ بأنها بذرة إكتشّفت نفسها و ٱكتفت بها..
          تعلمين..أرواحنا إن أردناها ستكون البذرة الوحيدة التي تنمو دون معاونة الفصول و لا معاداةِ الطقس..
          رأيتِ..هي حرة من عبوديّة الجميعِ لأنها أرادت..
          و صدقينّي الأوان لم يفت و ما في وسّعكِ كانَ أكثر من كافٍ..
          

أحيانا..نرفضُ النظّر لبركة الماءِ..
          لا نريدُ أن نبصرنّا..نرى أننا مشوهونَ..حينَ نطلُ على إنعكاسنّا نرى الظّلامَ و العمقَ..الكرهَ و النفورَ ..خطايّا آثمة و ذكرياتٍ متورمَة.. و نادرًا ما نرى النجّاة فنضربُ بحجرٍ ماءَ البركَة...
          ظّنا أننا ننجوُ بتشويهنَا أكثرَ..و حينّها تساءلتُ لما نظّلم أنفسنَا؟ ..
          متّى سأنظرُ لنفسي بالمرآة و أراهَا..أمسكَ يدهَا و أسمعهَا..
          دونَ أن أسمعَ كلمة جارحة قيلت لي..دونَ أن تصرخ أصواتٌ حادة بأني سيئة ..أليس هذّا ما قد نتسائلهُ ؟ 
          لازلتُ أتذكر حينَ قيل ليِ كلامّ جارح من أكثر شخصٍ أعتبره أماني .كرهتُ نفسي، صدقته و كلما نظرتُ نحو المرآة بكيتُ..كنت أسقيني بالبُكاءِ..
          لكني لم أسمع يومًا عن زهرةٍ سقتهَا مياهٌ مالحَة 
          هل سبقَ و فعلتِ أنتِ ؟..
          يخبروننِي عن الزهور ..لكل زهرةٍ شكلها و معناهَا الخاصُ..
          لكنهَا تظّل زهرة ..لا يسقيهَا إلا ماءٌ عذب..
          ..
          حينَ رأيت نفسّها..عرفتُ من تكونُ حقًا ..حملت ورقتَها تلك و شطبت كُل ما كان يقالُ لها..
          كل الكلماتِ شطبتَها..
          من هُم ليحددُوا من أنا ببضعِ كلماتٍ؟ ..من هم ليغروا نظّرتي عنّي بإشارة منهم..؟ من هُم..ليشّوهونِي و أنا خلقتُ بريئَة..
          و من أنّا حتّى أستمعَ لكل هذّا..
          أنا ..كل شيئ أريدُه..و حين عرفتُ من أكون..و غطيتُ أذناي..حجبتُ الأصوات..و قررت لأول مرة أن أسمعنِي..أن أنظر لي و أرانّي..
          لم أضرب البركةَ بحجرٍ طائش..
          و لكني حدقتُ بي..منحتُني وقتًا..حينهَا أحببتُني..
          و لم أبكِي..سقيتنُي بمياهٍ عذبة..
          و دعوتُ اللّه بقلبٍ يودُ الهديّ و الأمانَ..رفعتُ أكفِي الضّيقة نحوَ وسعِ اللّه « يا اللّه و بكلٍ دمعةٍ ذرفتُها عنّي..
          أرشّدني إليّ كما أرشّدت كل القلوبِ الضالَة بدعاءٍ آملٍ»
          النورُ لن يسطعَ بوجهكِ حتّى تجدي المقبسَ و تظغطِي عليّه
          إشطبيِ كل ما قيلَ فيكِ..و إحملي قلمكِ و أكتبيكِ أنت مستقركِ و زهرة مثلكِ لا تسقى إلى بماءٍ عذبٍ.