”دافئة جدًا فكرة أن تجد شخصًا يشبهُك تمامًا، طاهر القلب، لين القول، جميل الروح، بشوش الوجه، يُخاطب عقلك و يُلامس قلبك، يُلاحق تفاصيلك الصغيرة عن ظهر حب، يرى فيك اختلافًا يستحق الوصل، يستثنيك من بين البشر، و يراك البَعض والكُل والجَمع والجَميع.”
نشأنا أُدباء فيّ زمن المنّفى، كَتَبت جوارحنا في زمن القنابل، صادقنا السيوف قبل الرماح، ضاع حِبر أقلَامُنا في خضم الحُروب، نثرنا الأحرُف في بساتين الجفاف، حاربنا بالكلمات قبل الأسنة، نحن من ذُبِحنا قبل أنْ نعرف الحياة، نحن الحيارى المُتعبون، نقرأ في ضجيج الصمتْ، نلوح بصكِّ الوجود، نكتب بهدوء الليالي، ونسكُن الأوراق، نحنُ الفراغ في زمن الإزدحام، نحنُ أبناء العشرين بـ عقل الأربعين، نحنُ أطفال المعارِك وشُجعان الحُروب، نحنُ منْ كشفنا حقيقة العالم، نحن من امتلكنا عُروش الملوك، نحنُ فُقراء الكون أغنياء المشاعر، نحنُ أبناء الحقيقة في متاهاتِ الأقنعة، نتفاخر بالـ شعر الجاهلي، ونتغنى بالشِعّر الحديث، نحن ضحايا الواقع في زمنْ الأحلام.؟!
أبناء التفكير العميق في زمن السطحية ..؟!
نحن كعلامة إستفهام في أُطروحة الحكايا؟!
نحنُ كعلامة تعجُب في سُطور التاريِخ؟!
نحنُ من رَسمنا الطريق لغيرِنا وتُهنا في أزقتِها..
نحنُ من حَضرّنا خربشات القُلوب فيّ همسات الواقع، وهلوسات الأحلام في هذيان الواقع ...
نحنُ من بَحثّنا عن المُعجِزاتْ في زمن الخُرافات..
ذهبنا إلى سطحِ القَمَرْ وعجِزنا أنْ نَجِد نوره، وأنَّ غُرفتنا المُظلمة هي السِجن الجميل المُضيء..
فُقّنا أنفُسُنا تطوراً، ورأينا أنْ القُلوب لا تحتوي بعضها البعضْ..
أنرّنا العالم وعَجِزنا أنْ نُوقدّ شمعةٌ لأنفسنا..
لقد كُنت مغبوناً عندما وقّعْتُ على إمتلاك الحياة..!
#عمروالسعيدي