غمامةٌ من الحزن تشكلت فوق رأسي، رمادية هي كلون مشاعري لا قوس قزح يبهجها ويزينها ولا شمس تربت على آلمها .. تُمطر هتانًا وكأنها تبكي بدلاً عن عينيّ وتخبرني بإنها هي أيضاً حزينة، وكأنها تواسيني من شيء أنا لا أعرفه.
ما من قوة، ما من عزم، ما من هدف، يتخبط بالفراغ فقط لا يحيطه شيء ليسمح لهُ بالتمسكِ به ولكنّه وللعجب مازال متمسكًا.. وأخيرًا أقول لهذا العالم الظاهري وداعًا وللألم.. للخيبات.. لكل ما هو حزين، ومرحبًا بالفراغ!
بينما يحاول ذاك الهدوء تهدأتي وإعادة تركيزي لي، يهرع ذاك الضجيج إلى تشتيتي صانعاً من ذاك الهدوء إلى صداع يمسك رأسي الذي أشعر بثقله ويسحبه .. يسحبه ببطء إلى ما لا أعرف إلى ما لا نهاية، أحاول التمسك بآخر ذراتِ قوتي أحاول وأحاول، ولكن بلا فائدة، أبقى هناك أتخبط بين خيبتي وأحزاني.
بعد صمتٍ خارجي أمضيه مع نفسي، أستمع إلى الضجيج الذي بداخلي بداخل عقلي وقلبي وروحي، إلى ضجة مشاعري المتزاحمة والمتراصة بإهمال، يمكنني أن أسمي هذا بهدوءٍ يشعرُ بالضجيج.
هدوء خارجي ظاهري، وضجيج داخلي حقيقي، لا مجال للمقارنة بينهما خاسرُ هذه المعركة المتهالكة معروف بل أنه لا يحتاج إلى التعريف!