استدار ببطء، وكأن حركة واحدة خاطئة قد توقظ شيئًا نائمًا في هذا المكان. أمامه—وعلى امتداد البصر—اصطفّت تماثيل حجرية هائلة، تتحرّك بحركاتٍ متقطّعة كأن الزمن يلهو بأطرافها.
بعضها كان يرفع يده نحو السماء، في هيئة المتضرّع. وبعضها يخفي وجهه بكفّين متحجّرتين، وكأن الألم خلّد لحظته الأخيرة.
ملامحهم كانت مشوّهة بالحزن، دقيقة التفاصيل إلى حدٍ يجعل الحجر يبدو حيًّا.
كان الجزء العلوي من أجسادهم غارقًا في الضوء الأصفر، أمّا بقية أجسادهم فامتدّت إلى الأسفل، إلى ظلامٍ لا قاع له.
تماثيل… بلا نهاية. عالمٌ من الحجر والعجز الأبدي.
ولم يدرك أبسينكوين فظاعة موقفه إلا عندما نظر أسفل قدميه:
لقد كان واقفًا فوق إصبعٍ حجري لأحد تلك التماثيل… التمثال ذاته الذي كان يرفع يده نحو السماء.
سمع صوت الكاهن أسكهان و هو يردد:
"لتلعنك الفردوس...في حياتك... لتلعنك الفردوس... في مماتك"
https://www.wattpad.com/story/402225069-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%85-%D8%B6%D8%A7%D8%A6%D8%B9%D8%A9