هل يمكن أن تأخذوني بعيدًا عن هنا؟
هل يمكن أن تذهبوا بي إلى مكان لا يعرفه الزمن؟
هل يمكن أن تجعلوني أرى السماء بوضوح دون غيوم؟
هل يمكن أن تجعلوني أنسى ما كان ويبدأ فصلي الجديد؟
هل يمكن أن تُصلحوا ما تكسَّر في داخلي؟
هل يمكن أن ترمموا الجدران التي انهارت في قلبي؟
هل يمكن أن تعيدوا لي طفولتي، حيث لا هموم ولا آلام؟
هل يمكن أن تمنحوني حلمًا جديدًا، بعيدًا عن الواقع؟
هل يمكن أن تعيدوا لي الأمل الذي ضاع في زوايا الأيام؟
هل يمكن أن تأخذوني إلى مكان لا أحتاج فيه للبحث عن نفسي؟
هل يمكن أن تتركوا لي مساحة للشفاء؟
هل يمكن أن تجدوا لي أفقًا جديدًا وسط هذا الظلام؟”
هل يمكن أن تأخذوني بعيدًا عن هذا الحياه ؟
إلى مكانٍ لا تعرفه آلامي، ولا يطاردني شبح الماضي؟
هل يمكن أن تتركوني في عالمٍ بلا أوجاع،
حيث لا أحتاج أن أبحث عن نفسي بين الأنقاض؟
هل يمكن أن تُصلحوا ما تحطّم في داخلي؟
أن تعيدوا لي جزءًا ضاع في الزمان؟
هل يمكن أن تجعلوني أنسى الوجوه التي ذبلت،
وأن أعيش بدون ألمٍ يشقّ القلب؟
هل يمكن أن تُضيّئوا لي دربًا وسط هذا الظلام؟
أو تتركوني أغرق في هذا الصمت الأبدّي؟
هل يمكن أن تُعِيدوا لي الأمل الذي سقط،
أو تتركوني ضائعًا، بلا حلمٍ، بلا وجهٍ جديد؟
هل يمكن أن تُتركوني في هذا الفراغ الأبدي؟
أن أعيش بلا ذكريات، بلا غدٍ، بلا حياة.
انتهت المسرحية، وانسحبت الأضواء الواهنة، ليعود المهرج إلى الزمان الذي لا يتوقف عن سحبه إلى الوراء. هناك، خلف الستار البارد، حيث لا أحد يراه ولا أحد يهتم، خلَع قناعه الذي طالما أخفى به عذاباته. فبينما تلاشى صدى التصفيق، بقي وحيدًا، يحمل في قلبه ثقل الحزن الذي لا يغادره أبدًا. كلما حاول الهروب من شبح وحدته، وجد نفسه يعود إلى نفس الدوامة، وكأن الزمن يعاقبه على كل لحظة أمل تركها تائهة في سراب الوعود الكاذبة.”
كلمات داود.
مو تروح الافغان والشيشان كلها لعيونك فدوة