الحب القاتل
اعاصير ذكريات تتبعثر , عبق حنين يفوح , ونوارس اشواق حوله صاخبه . امتطى هودج ذكرياته الى ذاك المكان ; مكان كلما تذكره تأرجح قلبه كذاك الشمبانزي ما بين أغصانه و أغصان تلك الجميله اين المكان اذا ؟
لقد تغير كثيرا , صار جميلا كجمالها تغيرت المباني كثيرا اين تلك الشجره ياترى؟
هل اجتثت كقلبي الذي تركني؟
ام ماتت ظمأ مثلي ؟
اين ميدان لقائنا ؟
من على البعد برزت شجره علّها هي; شجرة من علي البعد عابقه تعلوها نوارس متراقصه وتلك كناري مترنمه ياللجمال! انها هي وذاك ميدان لقائنا يالنضرته وبريقه , ساطع من على البعد ; فلعبنا وشدونا وطربنا هنا تحت تلك الشجره وهنا في ميدان ذكرياتنا , وهناك فتيات ;قد تكون الجميله احداهن , تلك المتألقه انها صديقتها
أانت صديقة تلك الجميله؟!
—اين الجميله اذا ؟
—فالجميله قتلها الانتظار , الشوق , الحزن , الحنين , الذكريات , تلك الشجره الوارفه , و ذاك الميدان ; كل ذلك كان يقتلها
كان يقتلها لحظة بلحظه ... كلما اتت بجانب ذاك المكان ماتت; فهي ماتت بطئا
عشرة سنوات كهلت وشاخت فيها , كلما غشاها الحنين غطى رأسها الشيب اكثر و كلما اندفعت امواج الأشواق كست التجاعيد وجهها و تتساقط اسنانها مع كل ذكرى عابره .
هنا تحت تلك الشجره لعب أحفاد حنينها و في ذاك الميدان شيدت قصور أحلامها
بدأت تموت بطيئا حتى رمقت اخر رمق لها منذ دقائق
ذاك الصيوان , وهؤلاء الناس اجتمعوا للملمة ما تبقى من رفات قلبها ودفنه مع جثمانها
امتطى فرسه يلاحقها
لا تتركيني .. لا تتركيني
اتيت لأجلك , مت مرارا و مرارا في البعد عنك
لا تذهبي .. انتظريني
حاملا بقايا قلبها وملاحقها مارا بميدان ذكرياتهم تحطمت وتهدمت قصور احلامها عليه فسقط لقد لحقها حقا.