غَزّة ليست مجرّد مدينة على خريطةٍ ضيّقة ، إنّها قُدسٌ أخرى محاصرة بالحديد والنار ، وملحمةٌ كُبرى تُروى على ركام البيوت ، وعلى صدور الأمهات ، وفي دموع الأطفال.
غَزّة هي الصوت الذي يعلو رغم الحصار ، وهي اليقين الذي لا يُهزم مهما اشتدّت العواصف.
في كل شارعٍ من شوارعها حكايةُ صمود ، وفي كل جدارٍ متصدّعٍ قصيدةُ دمٍ وحياة.
غَزّة تُعلّمنا أنّ الكرامة ليست شعارًا ، بل نبضًا يُسكن القلب ويُسقى بالدم.
غَزّة، التي تمشي نحو الغد على أشلاء ، ترفع رأسها عاليًا لتقول للعالم: ما زلتُ هنا ، وما زال الحقُّ في صدري لا يموت.
غَزّة هي الأرض التي يُزرع فيها الألمُ سنابلَ رجاء ، هي الروح التي تُقاوم لتُثبت أنّ الأوطان لا تُشترى ولا تُباع ، وأنّ الحرية وُلدت من رحم التضحية.
كل حجرٍ فيها شاهدٌ ، كل دمعةٍ فيها شاهدٌ ، كل شهيدٍ فيها شاهدٌ يقول: هنا وقفت غزّة وحدها ، لكنها وقفت كأمة بأكملها.
سلامٌ على غَزّة في ليلها ونهارها ،
سلامٌ على دمائها الطاهرة ،
سلامٌ على صبرها الممتدّ كالنهر ،
سلامٌ على أطفالها الذين يرسمون بالدم مستقبلًا أبيض لا يُلوَّن بالهزيمة.
غَزّة… ستبقين قصيدة الحرية التي لا تُمحى ، وستبقى الأرض التي تعلّمنا أنّ الشهادة ميلادٌ آخر للحياة .. ️