بَـراء .𐇲

راحت سُليمى فهل يومٌ سألقاها
          أم لا لِقاءٌ فا آهٌ بعدُها آها
          قد مُتُ إلاَّ دِماءً فيهِ يُمسِكهُ
          أنَّ الفؤادَ بِلُقياهم يُرجيني
          ما سرحَ الدمعَ من عيني وأطلقهُ
          إلاّ اعتيادَ آسىً في القلبِ مسجونِ
          صبراً لعلى الذي بالبُعدِ امرضني
          بالقُربِ يوماً يُداويني فيُشفيني
          شخصٌ يُذكرُني فاهُ وغُرتهُ
          شمسُ النهار وانفاسُ الرياحينِ
          لئن عطشتُ إلى ذاك الرُّضاب لكُمْ
          قد باتَ منهُ يُسقيني فيُرويني
          وإن أفاض دموعي نوح باكيةٍ
          فكم أراه يغنيني فيشجيني
          وإن بعدت وأضنتني الهمومُ
          لقد عهدته وهو يُدنيني فيُسليني

تبكين على حُزنٍ مضى؟
          على محبوبٍ لو أحبَّ لبقى
          ياغاليتي كُفِّ عن الحزن والبُكى
          من أرتحل لا يستحق الشقى

وَصبا إلى مَضضُ الهوى ، وأنا صَبوت إلى العيون
           لكِنه حَبس الدِمُوع ومَـاج دَمعي بالجفون .

أنا الشمسُ لا يُخفى على الدهرِ مطلعي
          ومن غيرُ نوري في الليالي سيشبعِ؟
          
          إذا ما أنا أنشدتُ، صاحت كواكبٌ
          وقالت: لمن هذا البيانُ الأروعِ؟
          
          أنا البحرُ، ما ضاقتْ على الشعرِ سُفني
          وغيري كغيمٍ لا يُروّي ولا ينفعِ
          
          توقفتُ، لا زهوًا، ولكنْ ترفُّقًا
          فكلُّ مديحٍ بي سيُصبحُ مُضيعِ