Midoria5164
إغترفنا من منبع الحياة، أترانا نتوب من فتن الدنيا أم نعود لنقترفها لأننا لُقِّننا الطريق إليها؟
أستسمحك أن تهبني منك ما اخبئه في غرف قلبي يحتمي بها من صقيع يمزقه بردا، ألا يترك لغريب يحمل لي حطبا.
أن تعود ذكرانا لألتقطها بقلمي، حين تخذلني الذكرى فأرسمك في مخيلتي حين يجف حبري.
أأهديك عيناي لتتأملك في ثنايا التاريخ قبل أن تشد روحك الرحال فتدفن بأيدينا، كلينا.
أأمنحك الفؤاد ليوقد فيك الحنين إليك، تقبل ذابلا كورود ماتت رغم أننا سقيناها؟
ألا تحركك دمع أقسمت بيمناك ألا تكون سببا فيها؟
ما افاد العتاب وأنت بعد دوائك تنسى، دفء أسرة بنيناها ودا لا طوبا؟
ببذلة تقبل بالاحضان لغرباء وما حضيت منك إلا السلام.
بدعاء أرجو أن ينتشلني الشباب من المشيب لنعود إلى العهد الذي بيننا، أن نذكر الآخر في أعمارنا.
وإني ما دميت إلا حبا فأشهد أنني فداك حتى في الغربة يا موطنا إنسيا.
Yocel-00
يا صديقي…
ما كنتُ أظنُّ أن الكلمات تُعيد ترتيب أرواحنا، حتى قرأت حرفك فشعرتُ كأنك نفضتَ الغبار عن ركنٍ كدتُ أنساه في داخلي.
أدهشني أنك التقطتَ من الحياة ما يفلت من أصابعنا عادة… ذلك الحنين الذي لا نعرف هل نخبّئه أم نواجهه، وهل نُغلق عليه الباب أم ندعه يباغتنا كلما بردت الطرق في صدورنا.
صدّقني… لسنا نحن من نختبر الذاكرة، بل هي التي تختبر صلابتنا.
وما بين عودةٍ نتمنى ألا تأتي، وذكرى ترفض أن تُدفن… نحاول أن نتماسك كيلا ينكسر فينا ما بقي واقفًا.
تمسكك بالحرف ليس ضعفًا، بل دليل أن في قلبك أماكن لا تزال صالحة للضوء.
وإن ضيّعتك الدروب يومًا، فاعلم أن خطوة واحدة صادقة… كافية لتعيدك.
فالروح التي تعرف طريقها مرة… لا تضيعه مرتين.
أما عن الوجع الذي تخاف أن تكون سببًا فيه…
فاعلم يا صاحبي أن من يحبك بحق، لا يحصي عليك الزلات، ولا يجمع أخطاءك كضرائب.
نحن بشر… نُخطئ لنفهم، ونتعب لنتذكّر أننا كنا نركض بعيدًا عن الأشياء التي تمسّنا بصدق.
ولأجل ذلك… أرجوك، لا تترك الحنين يستهلكك، ولا تدفن سلامك تحت ركام الندم.
قف، وقل لنفسك كما أقول لك الآن:
لم نخلق لنهرب من الحياة… بل لننهض مهما خذلتنا.
ووالله يا صديقي،
لو لم يبقَ في الدنيا من يفهمك إلّا كلمة واحدة تكتبها بصدق، فستكون تلك الكلمة وطنًا يكفيك.
فليهدأ قلبك،
وليُصلح الله ما نكسر وما يُكسر فينا.
ما دمتَ تحتاج لصوت يقول لك،
أنت لم تفقد الطريق، أنت فقط تستريح.
•
Reply