Midoria5164

"إن إلتقيت نسختك في الواقع، ماذا ستكون ردة فعلك؟"
          	لطالما سمعت هذا السؤال ودوما كنت أجيب بعزة "سأكون سعيدة وأفرح لوجودها، بل سأصادقها حتى! ما الذي سأطلبه أكثر؟"
          	
          	هذا قبل أن أوضع في الاختبار فعلا.. لم اتوقع أن يحدث هذا، لكن بطريقة ما كان! وإكتشفت هذا توا!
          	لقد كرهت نسختي في الواقع ورفعت ضغطي مرات عدة، بل وتشاجرت معها مرة او إثنتين... في كل مرة تقوم بها بنفس أخطائي الماضية وأنا اصرخ "ما بك؟؟"، كنت أراها بريئة جدا على هذا العالم، وفي نفس الوقت كنت أحزن أنها تتغير تدريجيا من الابيض للرمادي وكأنني فشلت، فشلت في حمايتها مجددا بسبب وقوفي بعيدا وعدم تدخلي..
          	أرى كذبتي "سأحمي نفسي!" تتلاشى.. مرارة الفشل آلمتني.
          	
          	أريدها أن تختفي من حياتي الى الابد، انها تؤذيني بدأت أتخيل أن أخرج من رحمي ما يطابقني، لا أريد أن أرى شخصا يشبهني.. يحمل فشلي كمرآة أمامي...
          	
          	أتمنى أن نختفي جميعا، وأن لا يوجد لنا أثر أبدا فبردا وسلاما علينا!

Ei_777

لكن ما نجهله أن الأسود قد يصبح أبيضا. فكما يصبح الكأس المملوء بالماء الملوث شفافا نقيا وواضحا بعد إضافة المزيد من الماء الطاهر له، يمكن لقلوبنا أن تعود بيضاء نقية بملئها بالإيمان والعمل الصالح، والاجتهاد والمثابرة على تقويته وتعزيزه. بالإيمان نكون قادرين على التفريق بين الحق والباطل، وتمييز القائل عند كل صوت ونسمع القول فنتبع أحسنه. فالإيمان يطهرنا من الخطايا كما يُنقّى الثوب الأبيض من الدنس، ويغسلنا منها بالثلج والماء والبرد، وهذا ما يمكّننا من صنع نسخة أفضل وأفضل من أنفسنا. قد نتسخ ونضعف أحيانا، وأحيانا قد نسقط، لكن لا يهم كم عدد المرات التي سقطت فيها. بل المهم أنك لا تزال واقفا وعازما على النهوض في كل مرة تسقط فيها وحريصا على أن لا ينتهي بك المطاف منبطحا على الأرض.
          	  
          	  فشلك لا يعني نهايتك، بل ربما قد يكون بداية لمرحلة جديدة من حياتك. مرحلة مليئة بالعزم والقوة والإصرار، مرحلة تتدارك فيها أخطاءك الماضية وتحاول تصحيح ما أفسدته، مرحلة تتعلم فيها وتكتسب خبرة من تجاربك السابقة، ومرحلة تصبح فيها النسخة الأفضل من جميع نسخك التي سبقتها، حتى تلك النسخة التي كان سجلها خال من الأخطاء. العيب ليس أن نخطئ، بل العيب أن لا نتعلم من أخطائنا ونغرق في مرحلة الفشل واليأس بلا أمل. فنقعد مستلقين على الأرض ناظرين نحو السماء ننتظر نهاية هذه القصة، لكن إن كنا نعلم أن الفصل التالي منها يحمل أفضل الأحداث وأسعدها وأكثرها ازدهارا لنهضنا بكل همة وعزم ونشاط. لذا دعونا نفترض في كل مرة أن هذا الفصل هو التالي حتى لو كان بينها فصل آخر قبله. نأمل أن يأتي ذلك الفصل من قصتنا قريبا، وهو بإذن الرحمن آتٍ لا محالة! وسيظل الأمل يرافقنا حتى لو تأجل هذا الفصل إلى حياة أخرى بعد الدنيا، فحينئذ لن يكون هنالك فقط مجرد أمل، بل سنراه حقا يقينا بعين اليقين.
Reply

Ei_777

نفسك في الواقع لها أكثر من نسخة، فعند التفكير مع أنفسنا نسمع أكثر من صوت: صوت يخبر برأي ما وآخر رأيه يناقض ذلك الرأي، وصوت غيره يوسوس بفكرة شيطانية خبيثة وآخر يحاول إقناعك بترك الفكرة السابقة، وصوت يلومك ويؤنبك على أخطائك وآخر يهدئك ويخفف عنك... أما ذاتك الحقيقية فهي واقفة على المسطبة تقيم آراء وأفكار كل صوت، وتختار أفضلهم بالنسبة لها وقد تخطئ الاختيار في بعض الأحيان.
          	  
          	  تنقسم هذه الأصوات إلى ثلاثة أصناف والله أعلم: نفس شريرة أمارة بالسوء، نفس خيّرة مطمئنة تأمر بالخير ونفس لوامة تساعد النفس الطيبة بإحساسك بتأنيب الضمير على كل ما قصرت في حقه. وفي أحيان أخرى تتدخل أصوات أخرى تدعي أنها منا لكنها ليست منا، إنما هي همس وسواس خناس على الآذان ليوسوس في صدور الناس، لا يقول أو يأمر بشيء إلا وفيه شر. وللأسف في كثير من الأحيان ينجح في إقناعنا فنختار ما يقول لنا، وبسببه تخرج أسوأ نسخة منا، وتساعده على ذلك أنت ونفسك الأمارة بالسوء، وفي كثير من الأحيان شياطين إنس تحيط بالبيئة والمجتمع تساهم بشكل رئيسي في تغيير لونك الأبيض الناصع إلى أسود حالك تدريجيا بعد استسلامك لكل هؤلاء. وقد يكون المرء نفسه في مرحلة ما مساهما في هذا التأثير السلبي من حيث لا يشعر.
Reply

Midoria5164

"إن إلتقيت نسختك في الواقع، ماذا ستكون ردة فعلك؟"
          لطالما سمعت هذا السؤال ودوما كنت أجيب بعزة "سأكون سعيدة وأفرح لوجودها، بل سأصادقها حتى! ما الذي سأطلبه أكثر؟"
          
          هذا قبل أن أوضع في الاختبار فعلا.. لم اتوقع أن يحدث هذا، لكن بطريقة ما كان! وإكتشفت هذا توا!
          لقد كرهت نسختي في الواقع ورفعت ضغطي مرات عدة، بل وتشاجرت معها مرة او إثنتين... في كل مرة تقوم بها بنفس أخطائي الماضية وأنا اصرخ "ما بك؟؟"، كنت أراها بريئة جدا على هذا العالم، وفي نفس الوقت كنت أحزن أنها تتغير تدريجيا من الابيض للرمادي وكأنني فشلت، فشلت في حمايتها مجددا بسبب وقوفي بعيدا وعدم تدخلي..
          أرى كذبتي "سأحمي نفسي!" تتلاشى.. مرارة الفشل آلمتني.
          
          أريدها أن تختفي من حياتي الى الابد، انها تؤذيني بدأت أتخيل أن أخرج من رحمي ما يطابقني، لا أريد أن أرى شخصا يشبهني.. يحمل فشلي كمرآة أمامي...
          
          أتمنى أن نختفي جميعا، وأن لا يوجد لنا أثر أبدا فبردا وسلاما علينا!

Ei_777

لكن ما نجهله أن الأسود قد يصبح أبيضا. فكما يصبح الكأس المملوء بالماء الملوث شفافا نقيا وواضحا بعد إضافة المزيد من الماء الطاهر له، يمكن لقلوبنا أن تعود بيضاء نقية بملئها بالإيمان والعمل الصالح، والاجتهاد والمثابرة على تقويته وتعزيزه. بالإيمان نكون قادرين على التفريق بين الحق والباطل، وتمييز القائل عند كل صوت ونسمع القول فنتبع أحسنه. فالإيمان يطهرنا من الخطايا كما يُنقّى الثوب الأبيض من الدنس، ويغسلنا منها بالثلج والماء والبرد، وهذا ما يمكّننا من صنع نسخة أفضل وأفضل من أنفسنا. قد نتسخ ونضعف أحيانا، وأحيانا قد نسقط، لكن لا يهم كم عدد المرات التي سقطت فيها. بل المهم أنك لا تزال واقفا وعازما على النهوض في كل مرة تسقط فيها وحريصا على أن لا ينتهي بك المطاف منبطحا على الأرض.
            
            فشلك لا يعني نهايتك، بل ربما قد يكون بداية لمرحلة جديدة من حياتك. مرحلة مليئة بالعزم والقوة والإصرار، مرحلة تتدارك فيها أخطاءك الماضية وتحاول تصحيح ما أفسدته، مرحلة تتعلم فيها وتكتسب خبرة من تجاربك السابقة، ومرحلة تصبح فيها النسخة الأفضل من جميع نسخك التي سبقتها، حتى تلك النسخة التي كان سجلها خال من الأخطاء. العيب ليس أن نخطئ، بل العيب أن لا نتعلم من أخطائنا ونغرق في مرحلة الفشل واليأس بلا أمل. فنقعد مستلقين على الأرض ناظرين نحو السماء ننتظر نهاية هذه القصة، لكن إن كنا نعلم أن الفصل التالي منها يحمل أفضل الأحداث وأسعدها وأكثرها ازدهارا لنهضنا بكل همة وعزم ونشاط. لذا دعونا نفترض في كل مرة أن هذا الفصل هو التالي حتى لو كان بينها فصل آخر قبله. نأمل أن يأتي ذلك الفصل من قصتنا قريبا، وهو بإذن الرحمن آتٍ لا محالة! وسيظل الأمل يرافقنا حتى لو تأجل هذا الفصل إلى حياة أخرى بعد الدنيا، فحينئذ لن يكون هنالك فقط مجرد أمل، بل سنراه حقا يقينا بعين اليقين.
Reply

Ei_777

نفسك في الواقع لها أكثر من نسخة، فعند التفكير مع أنفسنا نسمع أكثر من صوت: صوت يخبر برأي ما وآخر رأيه يناقض ذلك الرأي، وصوت غيره يوسوس بفكرة شيطانية خبيثة وآخر يحاول إقناعك بترك الفكرة السابقة، وصوت يلومك ويؤنبك على أخطائك وآخر يهدئك ويخفف عنك... أما ذاتك الحقيقية فهي واقفة على المسطبة تقيم آراء وأفكار كل صوت، وتختار أفضلهم بالنسبة لها وقد تخطئ الاختيار في بعض الأحيان.
            
            تنقسم هذه الأصوات إلى ثلاثة أصناف والله أعلم: نفس شريرة أمارة بالسوء، نفس خيّرة مطمئنة تأمر بالخير ونفس لوامة تساعد النفس الطيبة بإحساسك بتأنيب الضمير على كل ما قصرت في حقه. وفي أحيان أخرى تتدخل أصوات أخرى تدعي أنها منا لكنها ليست منا، إنما هي همس وسواس خناس على الآذان ليوسوس في صدور الناس، لا يقول أو يأمر بشيء إلا وفيه شر. وللأسف في كثير من الأحيان ينجح في إقناعنا فنختار ما يقول لنا، وبسببه تخرج أسوأ نسخة منا، وتساعده على ذلك أنت ونفسك الأمارة بالسوء، وفي كثير من الأحيان شياطين إنس تحيط بالبيئة والمجتمع تساهم بشكل رئيسي في تغيير لونك الأبيض الناصع إلى أسود حالك تدريجيا بعد استسلامك لكل هؤلاء. وقد يكون المرء نفسه في مرحلة ما مساهما في هذا التأثير السلبي من حيث لا يشعر.
Reply

HadilJabri

مرحبا...
          أمل ان تكملي رواية بداية اللعبة 
          
          هذه مقولة من أقوال الفيلسوف الكبير فيودور دوستويفسكي:
          " سبب من أسباب الفشل في الحياة أن تعتقد أن الجميع يركز معك و ينشغل بك، صدقني لا أحد يهتم".
          
          و شكرا لقراءتك ثرثرتي و أمل ان تستجيبي لطلبي 

Midoria5164

@HadilJabri اترين من اتابعهم انا؟
            اسمها yocel اول اسم تجدينه
Reply

Midoria5164

@HadilJabri 
            في الواقع هي ليست روايتي الخاصة بل رواية يوسيل وهي تملك حسابا خاصا الان ✨
Reply

Midoria5164

@Najatosenpai 
          لم أر هذه الرسالة سابقا!
          اممم حسنا سأحاول الاجابة على سؤالك
          المرأة لا تحب أن تكبر لأننا كما نعلم الكبر في السن يعني أن شبابك يسلب منك، حيويتك، طاقتك خصوبتك! وعلى عكس الرجل جسمها مرتبط بنظام هرموني محدود اكثر ولكنه أقوى تأثيرا على حياتها، فما يسمى بسن اليأس لا يتعلق فقط بالانجاب بل ايضا بصحتك وتأثيره على وظائف جسمك هو تحطيم لكينونتها المفعمة بالحيوية والقوة. هذا من وجهة نظر طبية حاولت أن ابسطها! وأيضا أراها اشاعة نوعا ما، لا يتعلق الامر بالعمر بقدر ما يتعلق باتجاه الانسان نحو الضعف فتجدين كبار السن يروون قصصا عن شبابهم تحسرا!
          ان العمر مجرد رقم لا علاقة له بما تفعلينه في حياتك لتلك الدرجة التي تتصورينها، اعني اتخاذ القرارات والحصول على الحرية عدم الاهتمام بالانتقادات، لا تتعلق بعمرك بقدر ما تتعلق بشخصك انت! هناك من هم كبار لكن يعودون لأشخاص آخرين في اتخاذ القرارات، و... لا تتخيلي ان الموضوع بالعمر أي أنك حينما تكبرين ستصبحين قادرة على اتخاذ قرارات صائبة واندفاع وقوة (' لن يختلف الامر كثيرا صراحة فقط ستصبح على عاتقك مسؤولية أكبر وتضطرين لمواجهة امور أكبر وعليك التأقلم معها، كثير من الكبار لا يجيدون استغلال هذه 'الحرية' ويتهربون من تباعياتها وهي "المسؤولية" 
          لذا ان كنت سأقدم نصيحة متواضعة سأطلب منك أن تتعلمي من الحياة قدر المستطاع حتى تستطيعي استغلال الحرية وتحمل المسؤولية ^^!
          تحدثت كثيرا اتمنى أن الاجابة كانت مرضية! يمكنك سؤالي وقتما تشائين.

Najatosenpai

@Midoria5164 
          حسنا يبدو أنني رفعت سقف توقعاتي للغاية...تخيلتك في الثلاثين...آسفة إن كانت مسألة العمر تزعجك...لكني لا أفهم في الحقيقة سبب انزعاج بعض النساء من تقدمهم في العمر...هناك البعض منهم من عائلتي...أعني ألا يمنحك ذلك بعض الصلاحيات؟...كأن أحصل على حريتي في اتخاذ قراراتي التي تأخذني في درب طويل نحو ما أريد أن أكونه..أو على الأقل العيش بالطريقة التي أنشدها....دون الاكتراث كثيرا بالانتقادات من حولي...بالإضافة إلى النوم في الوقت الذي أريده دون قيود...أكون نشطة في الليل و يمكنني أن أكون منتجة...ستكون إضافة رائعة بالنسبة إلي...بالمناسبة عمري ستة عشر...سعدت بالحديث معك (:

Midoria5164

يقولون ان الانسان يختار ما يريد ان يكون عليه في طفولته، 
          انا، كإمرأة اخترت العلم، وبحكم أنني من عائلة متعلمة والداي طبيبان، كانا اول داعمين لي. لا احد اهتم لفكرة انني لا اكبر كالفتيات، يبدو امرا غريبا حين تنطق به لكن هذا ما كانت تقوله جدتي صاحبة التربية التقليدية، رغم انها تحمل طابعا عصريا في فكرها، فعلى المرأة أن تفعل كل شيء من عمل وقيادة السيارة وأن تكون جميلة وبيتها نظيف. اجل أن تكون امرأة ورجلا في نفس الوقت.
          تمر الايام تزداد التعليقات هنا وهناك، ولست مهتمة صراحة احب ما اقوم به، اتعلم! لنناقش قضية اجتماعية ونتحدث عن تاريخ حضارة ما وأن نستحضر آية من القرآن نتدبر معناها ويمكنك أن تحدثني عن الفن والأدب كما أن تناقشني في العلوم والرياضيات والفيزياء!
          اعني لا أدري ما هوس القدامى هذا بالبيت، ظننت أن التنظيف مرة في اليوم لكن اتضح أنه أكثر من ذلك، أرى ذلك رجعيا وغير مقنع اطلاقا، انا فتاة علم على كل حال أنال المراتب الاولى والشهادات من يهتم بعدد الوصفات التي اتقنها؟ ابنائي لن تربيهم ألذ مولوخية في العالم على كل حال.
          
          كبرت، دخلت الطب وها انا هنا أتلقى مضايقات في الشارع او كما يسمونها عروضا للزواج، "سلام، انت جميلة اريدك زوجة اعطني رقمك هل تجيدين الطبخ؟" اتملل ويغضب ويرحل.
          
          لم اعد الفتاة الاولى في الصف، ولم يعد هذا ما يميزني كشخص مجتمعيا، وعلي أن أكون ربة بيت. ربما كوني طالبة طب سينقذني لبعض الوقت، لازلت أحب النقاشات العميقة الفلسفية واصبحت اميل للسياسة ايضا.
          اجلس وسط مجموعة ونتبادل الآراء، اعود للبيت أجد رسالة من شخص ممن كنت اتناقش معهم ولنقل أنني هزمته في النقاش، اعتقدت أنه يريد أن يكمل وقد احضر حجة جديدة. لكن الحقيقة انه ارسل "اهلا اعجبتك بك قبل قليل، انت ذكية وفذة ولديك بعد نظر وقدرات تحليلية جيدة، لكن.... هل تجيدين الطبخ؟"
          

Ei_777

وهذه للأسف حقيقة مجتمعنا هذا، وليس كل بيت كالآخر فلكل بيت أفراده ولكل فرد أفكاره. وأرى أن السبيل لإصلاح المجتمع هو إصلاح التربية، فالتربية العشوائية التي يحسب آباؤها أن الأكل والشرب هو واجبهم الوحيد متناسين أن بين يديهم روحا وفؤادا ليس فقط جسدا. فقد اعتنوا بما فيه الكفاية بأجسادنا وصحتنا ونظافتنا وقد قيل ما أرادوا أن يقال، لكن ماذا عن أرواحنا وشخصياتنا؟ أيرضون لأبنائهم أن يكونوا جهلة سفهاء لا يفقهون قولا ولا حديثا؟ منذ ولادتهم يطعمونهم ويشربونهم ويغيرون لهم حفاظاتهم، لكن ألم يدركوا أن تلك المرحلة مضت؟ قد بدأت شخصية طفلك تتكون، قد بدأ يفهم قد بدأ يتعلم، وهل له من معلم غيرك يا أباه ويا أمه؟ للأسف لا يزال أبواه يحسبانه يحتاج الأكل والشرب فقط نسوا أن هنالك أهم من ذلك، ألا وهي الروح. تحتاج يا أب وتحتاجين يا أم إلى تعليم أولادكم دينهم، فإن علمتموهم الدين فقد اختصرتم عليكم طريقا طويلا لأن الدين يعلمهم الأخلاق، يعلمهم كل قوانين الحياة وكل أسرارها...
            
            نسأل الله أن يصلح حال أمتنا وحال مجتمعاتنا. فوالله إننا تعبنا من هذا الطريق الذي نسلكه بمفردنا، والذي إن شاء الله لن نرتد عنه أبدا فهو طريق الحق. ومهما زاد تعبنا ومهما زاد شقاؤنا ومهما زادت وحدتنا لن يضرنا ذلك شيئا بقدر ما يضر ذلك الطريق الملون الزاهي المكتظ بالناس والذي هو طريق الباطل... نسأل الله أن يهدي الذين ضلوا ويزيد الذين آمنوا هدى ويجعل لنا رفقة وصحبة صالحة ترافقنا وتشد على أيدينا كي لا نتعثر أو نرتد في لحظات قد ضعفنا فيها فترافقنا حتى نصل إلى آخر الطريق حيث بإذن الله نجد مبتغانا وهو الجنة. فإن الوحدة موحشة لكنّ لها طعما خاصا عندما تكون في الطريق الصحيح، كذلك للصحبة الصالحة طعم آخر يختلف عن الآخر فهو أحلى بكثير وأفضل... آه كم أتوق لأن تكون لي صاحبة صالحة، والحمد لله على كل حال فعسى أن يكون في ذلك خير. لكني أعلم أن لي صاحبة لا أعرفها ولا أدري حاليا أين هي لكني واثقة بأن الله سيأتي بها إلي يوما ما، وإن كان غير ذلك فلي بإذن الله أجر لدعائي ولثقتي وحسن ظني بالله.
            
            آسفة للإطالة عليك، لم أنتبه وأنا أغوص في أفكاري لأجد نفسي قد كتبت هذا الكم الهائل من الأسطر (حتى أني اضطررت لإرسالها على دفعتين لأني بلغت الحد الأقصى لعدد الحروف ههه)
Reply

Ei_777

أرى أن أكثر ما تهتم به التربية التقليدية والفكر القديم هو ما تبدو عليه الأشياء وليس على ما هي فعلا عليه. فترى الناس يهتمون بمكاناتهم وبمظاهرهم وببيوتهم وبطبخهم وبكل شيء يرجع إليهم فيتفاخرون ويتباهون بما ملكوا منه كي تكبر صورتهم في أعين الناس حسب اعتقادهم. ولا يبدون اهتماما بأنفسهم وفكرهم وثقافتهم وعلمهم، فمواضيعنا هاته ليست من اهتماماتهم. فتراهم يتنافسون على الثروة والنفوذ والمناصب، ولا أحد منهم يتنافس على العلم.
            
            همهم الوحيد هو نظرة الناس عنهم، فأغلب الأمهات تعلم ابنتها الأعمال المنزلية ليس من أجل مصلحة ابنتها ومن أجل أن تخدم نفسها ولا أن تصبح مسؤولة تعتمد على ذاتها، بل كي تمدح تربيتها عند الناس وتتفاخر بمهارة ابنتها في الطبخ والتنظيف وغيرهم. ثم يليه هدف آخر وهو تخفيف التعب عنها ولا أرى مشكلة في ذلك بل المشكلة تكمن في الهدف الأول. فتكبر البنت على أن الطبخ والتنظيف هو ما يحدد مكانتها بين الناس وليس فكرها، فتصبح هاته الأخيرة تتفاخر بما لديها من مهارات ولا يخطر على بالها أن هنالك مهارات أهم بكثير مما لديها، ألا وهي العلم.
            
            وبنفس الطريقة يكبر الرجل على أن المعيار الثاني الأهم في الزوجة المثالية بعد الجمال هو إتقان الطبخ والتنظيف، ثم يليه الطاعة والخضوع لأوامره بلا عصيان، فلا يمكنها إبداء رأي بل هو المتحدث الوحيد حسب فهمه لمفهوم الطاعة.
Reply

Midoria5164

@stars-universe 
            لقد مر زمن فعلا يشرفني وجودك هنا مجددا، اعتقد أنني اكثر من يحس بمعاناتك لأنني فيها. وفقنا الله.
            
            انا ايضا احبه كهواية ولا امانع الطبخ ابدا، لكن ما يزعجني أن يختصر أحد وجودي في جزء واحد مني. جزء لا يميزني حتى!
Reply

kadupul-

اشتقت لbecome again
          
          ما في أمل يكون في جزء ثاني يكون ألان عايش؟
          أو نشوف رد فعل ايزو على موته؟
          فصل خاص؟
          °~°

kadupul-

@ Midoria5164  
            
            يقلبي :(
            الله يوفقك♡
Reply

Midoria5164

@aleen_izawa 
            لا مع الاسف اعتزلت الكتابة بالفعل ('
Reply

DeaaRede

Midoria5164

@DeaaRede 
            ماذا لو حمل اعتذاره ورحل؟ كيف تترك قهوتك المرة لتبرد وتتوقع منها ان تحفظ الحلاوة والدفء؟ ان توقف القلب عن النبض فما الذي يعيد الموتى للحياة؟ كيف تراضي من لم يعد يأبه بل اعتاد الغياب والحسرة والفراغ؟ تحاول ملامسة مشاعر احترقت وذهبت مهب الرياح، خذ اعتذارك وارحل فإن ما يعطينا قيمة هو الفناء، وقد إنتهى وقت الندم فتخطى ولتحترق خيوط قلبك فلا يعود للنبض حين تداعبه ذكرى تجمعنا، كن على فطرتك وانسى! تجرعه حتى الثمالة وكن انسانا، واغلق كتابا كان يجمعنا فقد ختمته بالرحيل.
Reply