Mlhmmlhm-2019

رسالة صغيرة من أنين إلى من أحبّوا شذراتها:
          	
          	شذرات ذاكرة لم تكن مجرد رواية، بل كانت مرآة صغيرة علّقتها هنا، وتركتم فيها قلوبًا وتعليقات ودفئًا لا يُنسى.  
          	اضطررت اليوم لحذفها، ليس لأنني تخلّيت عنها، بل لأنني قررت أن أشارك بها في جائزة كتارا للرواية العربية، والتي تشترط أن تكون الرواية غير منشورة إلكترونيًا.  
          	هذا القرار لم يكن سهلًا، لأن تفاعلكم كان جزءًا من كياني، لكنني أؤمن أن كل خطوة نحو الحلم تستحق التضحية.  
          	وإن وصلت الرواية إلى كتارا، فأنتم أول من سأهدي له الفوز.  
          	وإن لم تصل، فأنتم أصلها، وذاك يكفيني.
          	
          	شكرًا لأنكم كنتم أول من صدّق أن "أنين" ليست مجرد شخصية، بل صوتٌ يشبهنا جميعًا.
          	

Mlhmmlhm-2019

رسالة صغيرة من أنين إلى من أحبّوا شذراتها:
          
          شذرات ذاكرة لم تكن مجرد رواية، بل كانت مرآة صغيرة علّقتها هنا، وتركتم فيها قلوبًا وتعليقات ودفئًا لا يُنسى.  
          اضطررت اليوم لحذفها، ليس لأنني تخلّيت عنها، بل لأنني قررت أن أشارك بها في جائزة كتارا للرواية العربية، والتي تشترط أن تكون الرواية غير منشورة إلكترونيًا.  
          هذا القرار لم يكن سهلًا، لأن تفاعلكم كان جزءًا من كياني، لكنني أؤمن أن كل خطوة نحو الحلم تستحق التضحية.  
          وإن وصلت الرواية إلى كتارا، فأنتم أول من سأهدي له الفوز.  
          وإن لم تصل، فأنتم أصلها، وذاك يكفيني.
          
          شكرًا لأنكم كنتم أول من صدّق أن "أنين" ليست مجرد شخصية، بل صوتٌ يشبهنا جميعًا.
          

Mlhmmlhm-2019

وأكرهني حين أصدّقهم،  
          حين أبتلع الإهانة وأقول: "ربما أنا المبالغة"،  
          حين أُطفئ غضبي كي لا أُسمّى مزعجة،  
          وأُخفي دمعتي كي لا يُقال: "ضعيفة"،  
          وأبتسم لأن الابتسام صار واجبًا، لا شعورًا.
          
          أكره أن أُربّت على نفسي بدل أن يُربّت أحدهم عليّ،  
          أن أشرح لنفسي ما لا يشرحه أحد،  
          أن أكون الحضن والدمعة والكتف،  
          أن أكون الكلّ، ولا أحد يكون لي.
          
          أكره أن أكتب،  
          وأكره أن لا أكتب،  
          لأن الصمت ينهشني،  
          والكتابة تفضحني،  
          لكنني أكتب،  
          لأني تعبت من التجمّل،  
          تعبت من أن أكون "بخير" في عيونهم،  
          وأنا في عيوني… أختنق.
          
          أكره أن أُقارن،  
          أن أُقارن حزني بحزنهم،  
          أن يُقال لي: "غيرك أشد ألمًا"،  
          وكأن الألم مسابقة،  
          وكأن قلبي يحتاج شهادة ليُصدّق.
          
          أكره أن أُفسّر،  
          أن أشرح لماذا بكيت،  
          لماذا سكت،  
          لماذا انسحبت من الحديث،  
          لماذا لم أردّ على الرسائل،  
          وكأن الحزن يحتاج إذنًا ليكون.
          
          أكره أن أكون "القوية"،  
          التي لا تُهزم،  
          التي تُسند الجميع،  
          التي تُضحّي،  
          التي تُفكّر قبل أن تطلب،  
          التي تُسامح قبل أن تُفهم.
          
          وأكره أن أضعف،  
          أن أحتاج،  
          أن أشتاق،  
          أن أقول "أنا تعبت"،  
          ولا يأتي أحد.
          
          أكره كل شيء،  
          لكنني لا أكرهني حين أكتب،  
          حين أكون صادقة،  
          حين لا أُجامل،  
          حين لا أُخفي،  
          حين أقول: "أنا موجوعة"،  
          ولا أطلب شيئًا… سوى أن يُصدّقني أحد.
          

Mlhmmlhm-2019

 إلى من لايعرفني 
          أو يعرفني ولا يفهمني 
           
          أنا أكره كل شيء.  
          أكره الصباح لأنه يوقظني من حلمٍ كنتُ فيه بخير.  
          أكره الليل لأنه طويل، لأنه صامت، لأنه يُذكّرني بكل ما لم يُقال.  
          أكره الوجوه التي تمرّ بي وكأنني غير موجودة.  
          أكره الكلمات التي لا تفي بما في قلبي،  
          وأكره قلبي لأنه لا يتوقف عن الإحساس.
          
          أكره أن أكون قوية،  
          وأكره أن أضعف أمام نفسي.  
          أكره أن أكتب،  
          وأكره أن لا أكتب،  
          لأن الصمت يصرخ أكثر من الحروف،  
          وأنا لا أملك إلا الحروف.
          
          أكرههم حين يقولون: "أنتِ حساسة"،  
          كأن الحسّ عيب،  
          كأن القلب يجب أن يُقفل كي يُحترم.  
          أكره أن أشرح نفسي،  
          أن أبرّر حزني،  
          أن أُفسّر وجعي لمن لا يريد أن يفهم.
          
          أكره كل شيء،  
          أكره الذكريات،  
          أكره الأماكن التي مررتُ بها وأنا أبتسم مجبرة،  
          أكره الأصوات التي تُشبههم،  
          أكرهني حين أُجامل،  
          حين أقول "أنا بخير" وأنا أختنق،  
          حين أضحك وأنا أريد أن أصرخ.
          
          أكره كل شيء،  
          ولا أريد أن يُقال لي "اهدئي"،  
          ولا أن يُقال "كلنا نتألم"،  
          ولا أن يُقال "هذا مجرد شعور وسيزول".  
          أنا لا أطلب تفسيرًا،  
          ولا عزاء،  
          ولا نصيحة.  
          أنا فقط أكتب،  
          لأني لا أستطيع أن أصرخ.
          
          أنا أكره كل شيء،  
          وأكتب ذلك،  
          لأني لا أريد أن أُخفيه بعد الآن.