MoradArafa

أنا هُنا!
          	تعرضت منذ أعوام لحادث أليم، حادث شقّ كيانى، عندما فَزعتُ بمـوت أمي، موتُ من ؟ أيُّ موت ! 
          	
          	مكثت قرب جثمانها، أتحسس أنفاسها، أطلت نظرتي الأخيرة وعناقها ، ثم قبلت رأسها و سرت بين الناس ،حينها لا أدرى أكنت مُعزياً أم على الأكتافِ محمولٌ، هائم على قلبى أكاد أنكبَّ على وجهى لا أدرى أين أتجه وكأنى أسير على الصراط، ولازلت أردد فى صمتٍ هل ذهبتى ؟ هل ذهبتى ! 
          	
          	هل يعيش الإنسان منا موقن العيش حر الروح والجسد ؟ أم أنّا جميعاً جنائرٌ مُعجلة تسير إلى أجلها ؟ أكلٌ يسير لقبره!  ها أنا ذا يا أمى أنا الصغير أنا الكبير أنا الطفل أنا الكهل الشيخ الكبير القابع عندك الجاثم على ركبتيه أمامك، لم أفارقكِ وإن فارقتى، أنا معك.
          	
          	خدعتنى كلمات البعض وقتها أن الزمان يُنسى والأيام دول والوقت يداوى كل شيء، لم يكن كذباً قط، بل أدهىٰ  وأمر، الأيام لا تزيد العليل بفقده إلا ألماً واشياقاً لمن بالبرزخ حدّ الكسور.
          	عزائي الوحيد فى قبرها الذى عفا عليه الزمان ببأسهِ حتى أحدث به بعض الشروخ، والتى لم عيباً أبداً، إنما تلك الشروخ هى السبيل الذى تسلل منه النور ليداوى عتمتى فوق الأرض، شروخ أرى منها نفسي وحقيقتي، أرى الماضى والحاضر وما سأكون! ها أنت، هُنا أنت، نِعم أنت، أنت أنت.
          	
          	فى أحد المقابر وجدت نفسى، فى أحد المقابر دفن قلبى ، جف حبري، اختفى نبضي، خفقَ صوتي، هي صوتي هي حسِّي هي نفسى هي أنتي، أنتي يا أمي.
          	
          	رحم الله أمي ورضى عنها .  
          	 #مراد_عرفه

MoradArafa

أنا هُنا!
          تعرضت منذ أعوام لحادث أليم، حادث شقّ كيانى، عندما فَزعتُ بمـوت أمي، موتُ من ؟ أيُّ موت ! 
          
          مكثت قرب جثمانها، أتحسس أنفاسها، أطلت نظرتي الأخيرة وعناقها ، ثم قبلت رأسها و سرت بين الناس ،حينها لا أدرى أكنت مُعزياً أم على الأكتافِ محمولٌ، هائم على قلبى أكاد أنكبَّ على وجهى لا أدرى أين أتجه وكأنى أسير على الصراط، ولازلت أردد فى صمتٍ هل ذهبتى ؟ هل ذهبتى ! 
          
          هل يعيش الإنسان منا موقن العيش حر الروح والجسد ؟ أم أنّا جميعاً جنائرٌ مُعجلة تسير إلى أجلها ؟ أكلٌ يسير لقبره!  ها أنا ذا يا أمى أنا الصغير أنا الكبير أنا الطفل أنا الكهل الشيخ الكبير القابع عندك الجاثم على ركبتيه أمامك، لم أفارقكِ وإن فارقتى، أنا معك.
          
          خدعتنى كلمات البعض وقتها أن الزمان يُنسى والأيام دول والوقت يداوى كل شيء، لم يكن كذباً قط، بل أدهىٰ  وأمر، الأيام لا تزيد العليل بفقده إلا ألماً واشياقاً لمن بالبرزخ حدّ الكسور.
          عزائي الوحيد فى قبرها الذى عفا عليه الزمان ببأسهِ حتى أحدث به بعض الشروخ، والتى لم عيباً أبداً، إنما تلك الشروخ هى السبيل الذى تسلل منه النور ليداوى عتمتى فوق الأرض، شروخ أرى منها نفسي وحقيقتي، أرى الماضى والحاضر وما سأكون! ها أنت، هُنا أنت، نِعم أنت، أنت أنت.
          
          فى أحد المقابر وجدت نفسى، فى أحد المقابر دفن قلبى ، جف حبري، اختفى نبضي، خفقَ صوتي، هي صوتي هي حسِّي هي نفسى هي أنتي، أنتي يا أمي.
          
          رحم الله أمي ورضى عنها .  
           #مراد_عرفه