علقت في النهار مع أعمال المنزل
أما الليل كان مصحوبا بأرقام الرياضيات.. لست اتذمر كنت مستمع.
لأني فجأة بت أحب القيام بأعمال التنظيف واحمل نظرة فخر عندما انتهي، أما الرياضيات، الرياضيات شيء آخر .
" نادرا ما رأيت وجهه بهذا الأشراق وحركاته بهذه السكينة والاتساق، كان يجلس ثمة وكأنه محفوف ببهجة العيد، كما لو كان يسمع في الشارع اصداء موسيقى أو يصيخ السمع إلى حوار غير مرئي، شفتاه اللتين كانتا ساكنتين ورخوتين مثل فاكهة مقشرة، وجبهته التي كان يديرها لحظتئذٍ ببطء إلى جهة النافذة كانت تسبح في انعكاسات هذا الاشراق الهادئ، فتبدو لي اجمل من أي وقت سبق. كان من العجب أن تراه هكذا مشبعا، فهل كان أثر هذا المساء الصيفي الرائق والفعل الجميل لرقّة هذا الجو ذي الالوان المتدرجة، هو ما يفعل فعله فيه، أم أن مرد ذلك يرجع إلى فكرة تلمع في روحه؟ كنت اجهل السبب، لكن بما إني معتاد على القراءة في محياه وكأنني اقرأ في كتاب مفتوح، فقد كنت متأكدا من أمر واحد، وهو أن ربّا رحيما كان قد وضع، يومذاك، بلسما على تجاعيد وثنيات قلبه. "