رحيل هاجر

“رحيل… يا بنتي، والله إنتِ شيء عجيب. أنا للحين ما استوعبت أنتِ بشر ولا مشروع كائن أسطوري انحشر بالغلط عندنا.
          أنا ما أجاملك… أنتِ فعلياً أفضل مخلوق عرفته، مو من ناحية الكمال—لااااا—من ناحية إنك عندك موهبة ربانية وحدة:
          تعصّبيني.
          
          هذا هو شغلك… وظيفتك… الcareer path تبعك:
          تعكير مزاجي بشكل احترافي.
          لو يطلبوا منك تعملين pitch قدّام مستثمرين، راح تقولين بثقة:
          “أنا رحيل… full-time متخصصة في رفع ضغط أقرب الناس لي بدون سبب واضح.”
          وتسوينها بابتسامة بعد!
          كأنك sign-up على برنامج تدريب اسمه كيف تصيرين مصدر قلق متنقّل .
          
          ويا ليل على اختفاءاتك… تدخلين المحادثة تقولين:
          ‘هلوو’
          وتهربين كأن FBI دق بابكم.
          ترجعين بعد 3 ساعات وتسوّين نفسك ملاك تقولين:
          ‘آسفة ما شفت الرسالة’
          يا رحيل… نعرفك. نعرف جدولك. نعرف إن أكبر إنجاز لك اليوم كان تقلبين الجوال على وجهه وتكملين نوم.
          
          وبعدين تيجين بكل براءة تسألين:
          ‘ليش معصّبين؟’
          يا ست الكائنات اللطيفة…
          إنتِ سبب العصبية، إنتِ العاصفة، إنتِ الظاهرة الطبيعية اللي ما لها تنبؤ.
          تمشين تتركين توتر وراك زي غبار الشخصيات الكرتونية.
          
          ومع كل هذا؟ تبقين رحيل…
          الكائن اللي ما أعرف كيف حياتي ماشية بدونه، رغم إن نص الوقت أنتِ ماشية فيها تفاهة مستواها premium deluxe edition.”
          
          مبتسمين رغم الاعاقة