...كانت تقول لي:
ألديكَ أصابع؟
أين هي أصابعك؟
هل سرقوها منك دون أن تدري؟
هل أخذوها عنوة بمساعدة السكاكين؟
هل سقطت منك وأنت تركض في الليلة الفائتة وراء ظلّك؟
وكانت تقول لي، المرأة اليابسة كقشور الكستناء،
المُمتلئة كالكستناء
الناعمة كالكستناء
الطيِّبة كالكستناء:
أمس لم يسأل عنك أحد
لا ماء في البحر
ولا سمكة على الشاطئ
أمس لم يسأل عنِّي أحد
زارني الموت ولم يكن على الرفِّ قهوة
ولأنَّ الموت يُحب القهوة مثل جميع الناس
فلقد قلبَ شفتيه وصفقَ الباب وراءه
ومضى في قطار العتمة.
سألتني مرَّة بخُبث: ما الأرض؟
قلت: "الأرضُ جرحٌ مُتوهِّج ودمٌ غزير
وألم مُرتبِك."
...وأنا صديق الآنسة "س"
ذات الشعر الخرنوبي الخفيف
التي تتعفَّن تحت لسانها ليمونة من الأسئلة
البسيطة والمُخيفة
انتظرتها على السطح
فجاءت بقميصٍ مطعون بالنجوم والأحلام اليابسة
وكان عليَّ أن أقبِّلها
وأعتقد بأنَّني فعلتُ ذلك بشكلٍ جيِّد.