يراودني شعور مستبد بأن الله قد يتخلى عني في أي لحظة، عند أقرب فرصة، عند أهون زلة، وهو ليس بالشعور المريح على الإطلاق، وأعلم أن هذا ليس أمراً صائباً ولكنني أعجز حقاً عن ردعه، وأخشى أن التغاضي والتجاهل أيضاً لم يعد يجدي نفعاً
يراودني شعور مستبد بأن الله قد يتخلى عني في أي لحظة، عند أقرب فرصة، عند أهون زلة، وهو ليس بالشعور المريح على الإطلاق، وأعلم أن هذا ليس أمراً صائباً ولكنني أعجز حقاً عن ردعه، وأخشى أن التغاضي والتجاهل أيضاً لم يعد يجدي نفعاً
تضن أن العجز شعورٌ مقيت؟ أوافقك الرأي، ولكن الأشد مقتاً من العجز هو في نظري.. الشعور بالحسرة تجاه أمورٍ كنت قادراً على بلوغها، بأي وسيلة متاحة، ولكنك لم تفعل .
لا أفهم لماذا يرددون جميعاً الكلمات ذاتها، يتفقون على وصفي بأمور مثل "التشاؤم المرعب" و "السلبية المفرطة" وأنني بحاجة طارئة إلى تغيير طبيعة أفكاري المبالغ فيها، ولكنني لاأقول سوى الحقيقة!
هذا ماشعرت به، هذا ما مررت به، بل هذا ليس إلا جزءاً ضئيلاً منه، جزء ضئيل مما يعج في ذهني و يقض مضجعي ويستفز غضبي، ولكنهم لم يكونوا قادرين حتى على احتمال عينةٍ بسيطة! يجعلني رد فعلهم هذا أبدو شخصاً درامياً مثيراً للشفقة مسرفاً في الشكوى متسولاً للعاطفة، وأما عندما يكررون المواعظ بشأن الدعاء... فليغفر الله لي، أنا أتفهم حقاً صدق نواياهم ولكن.. هذا التكرار دون أي حلول جانبية أو تفسيرات منطقية يجعلني أشعر بانعدام الجدوى، كما لو أنك تقول : "سيستجيب الله لك بمجرد أن تدعو كما ينبغي، بمجرد أن تصبح دعواتك كافية!" أجل هذه الرسالة المبطنة غير مقصودة وأعلم أنها خاطئة وأنا على أتم اليقين بأنني خاطئ في كل شيء، وأنا قد أستطيع التحكم في أفكاري ولكنني لن أتمكن من التحكم في مشاعري أو تغييرها بتلك السهولة! ولا أذكر أنني تخاذلت في دعواتي قط، حتى حينما شعرت _بشكل خارج عن إرادتي_ أنها غير مجدية أو غير مستحقة للإجابة، ضللت أدعو ليس لهفة ولا رجاءاً وإنما لأنني خشيت أن أكون (مقصراً) في حق الله إذا امتنعت عن الدعاء، وأنا لا أريد أن أشعر بالحسرة أكثر من هذا، لقد اكتفيت من الخسائر بحق .
لا أقصد احتقار آلامك النفسية ولكن صدقني لاشيء يضاهي الألم الجسدي، المعنى الحرفي للألم، والأشد مرارةً هو حيث تشعر أن سقمك هذا عبءٌ على الآخرين، أستطيع الإبتسام وكأنني لم أشكو من أي شيء لأن كل أوجاعي نمت فقط حول اللثة، منطقة الخطر، منطقة الأعصاب، لقد هلكت أعصابي يالله .