هناك اناس تراهم مرة واحدة ولكن يتركون في نفسك اثرا عظيما ومن من مرو بحياتي انا شخصيا كان ذالك الممرض بعدانتهاء العمليتي والتي اجريت لي في رقبتي للغدة الدرقية ومع خروج تخدير من جسدي كانت تلك لحظةواحدة من اصعب اللحظات في حياتي لكنها رغم كل شيء تركت اثرا عظيما في روحي بعد ان استيقظت من تأثير تخديرعقب العمليةشعرت بجسدي ثقيلا وضعيفا ثم بدأ الغثيان يجتاحني حاول الا طباء مساعدتي بشفط القيء ولكن فجأة شعرت بضيق تنفس كأن الهواء يهرب مني لم اكن اسمع سوى صوت انفاسي العالية التي كانت اشبه بصراع للبقاء اسرع احد الا طباء ووضع لي الاكسجين ومع ذالك مازلت على نفس الحال صوت انفاسي العالي وضجيج الاطباءمن حولي هو فقط ماكنت اسمع حتى ظننت انها لحظاتي الاخيرةوكانت رؤيتي مشوشة بفعل التخدير حاولت رفع يدي ببطء وتحريك اصابعي في اشارة ان اقتربو مني ساعدوني ووسط ذالك الضجيج والقلق الذي كنت اشعر به حولي اقترب مني ممرض لم استطع تمييز ملامحه بوضوح لكنه امسك يدي برفق وكأنه يقول لي لست وحدك انا هنا لجانبك انت قوية تستطيعين المقاومة كان صوته هادئا ومليئا بالطمئنينة والحنان وهو يقول" لي اهلك بنتظارك ستكونين بخير فقط اهدئي وحاولي تنفس ببطء" لااعلم كيف ولكن كلماته كانت كالسحر,شعرت ان الخوف بدأ يتلاشى تدريجيا وانني لست في هذه المعركة وحدي كان حنانه ورحمة قلبه بمثابة شريان حياة انقذني من ذالك الموقف المرعب رغم ان ملامحه ضاعت وسط تشوش الرؤية إلا ان اثره في قلبي كان عظيم لن انسى تلك اللحظة ابدا ولن انسى كيف يمكن ليد امسكت يدك في لحظة ضعف ان تحدث فارقا وتمنحك القوة لمواجهة الحياة من جديد
ذالك الممرض لم يكن مجرد شخص مر بحياتي بل كان شعاع امل اخترق ظلمة خوفي وكان درسا علمني ان الوقفة الصادقة والكلمة الطيبةمن اشخاص صاديقين انقياء قادرة على ان تبعث الحياة في اكثر لحظات ظلمة