أنا نَيارا. مش مجرد اسم، ولا صفحة منسية في دفتر قديم... أنا بنت كبرت قبل وقتها، وشافت اللي مش لازم تشوفه، وحملت اللي ما بينحمل. كنت بعمر التسعة، لكن روحي كانت بتشيخ كل ما شلت أخوي البيبي بين إيدي، وأنا أصغر من إني أفهم شو يعني أُم. اللي حوالَي كانوا بيحسبوني قوية... بس ما حدا كان يشوفني وأنا بركض أهرب من الوجع، أو وأنا أدفن دمعة تحت الوسادة، خايفة أزعج أحد بحزني.
 
كبرت، وصرت الظهر لناس كثير، وأنا نفسي ما لقيت ظهر أرتكز عليه. تعلمت أكون كل الأدوار: الأم، الأخت، الصديقة، وحتى البطلة... بس الحقيقة؟ أحيانًا بكون طفلة بتتمنى حدا يقولها: "خلاص، خلّيني أحمل عنك شوي."
 
في ناس مرّوا بحياتي وعدّوا كأنهم ريح، وفي ناس خلّفوا عاصفة جوّا قلبي. وسليم؟ هو الحكاية اللي ما بتنتهي... هو الوجع والونس، الخيبة والأمان، هو اللي دخل حياتي مرة، وما طلع من بالي ولا مرة.
 
أنا نَيارا اللي بتحب من قلبها، وتسامح حتى اللي كسّرها، بس يومًا ما، قررت أكتب... مش عشان أنسى، بس عشان أضلني أذكر إني نجوت. نجوت من العتمة، من الوحدة، من الأحمال اللي ما بتنشاف... وهالرواية مش بس قصة، هاي صوتي، هاي حكايتي، هاي أنا.