لا ينساك الله، ولو ظننت أنك بالكاد تتحمل الحياة، يأتيك باليسر والفرج في ذلك الوقت الذي تشعر فيه أنك على شفا حفرة من السقوط، فالله إذا أراد بك خيرا تعجبت من طريقته، يأتيك الخير من بين ألف طريق ضيق، حتى أنك لا تعلم متى وكيف حدث ذلك.
شهر رجب
كل ما ورد في شأن شهر رجب من الأحاديث فهي ضعيفة ومردودة.
قال ابن القيم في المنار المنيف (ص: ٨٤):
"كل حديث في ذكر صوم رجب، وصلاة بعض الليالي فيه، فهو كذبٌ مفترى".
شهر رجب من الأشهر الحرم
ولا يصح شيء في شهر رجب سوى كونه شهر من الأشهر الحرم التي تعظم فيها السيئة، ولمن أراد الاستزادة ينظر في كلام ابن رجب في لطائف المعارف.
وأجيب على من خصص فيه بعض الأعمال:
▪ العتيرة
التي تكون في رجب؛ فالأحاديث فيها منسوخة، وهي من عمل الجاهلية، ولا تصح سنيتها، بل هي على أقل أحوالها مكروهة، كما رجح ذلك جمع من أهل العلم؛ بل منهم من حرم فعلها كالشيخ المحقق محمد بن ابراهيم رحمه الله (شيخ شيخنا ابن باز).
وقد جاء النهي من النبي ﷺ في العتيرة، ونهيهُ نهي عام، كما قال فيما أخرجه البخاري ومسلم:
"لا فرع ولا عتيرة".
▪الصوم في رجب
لا يستحب (تخصيص) الصوم فيه، بل ذلك من البدع، قال شيخ الاسلام ابن تيمية:
"وأما صوم رجب بخصوصه؛ فأحاديثه كلها ضعيفة بل موضوعة"
وهذا عمر بن الخطاب رضي الله عنه كان يضرب أيدي الناس ليضعوا أيديهم في الطعام في رجب، ويقول:
"لا تشبهوه برمضان".
ودخل أبو بكر رضي الله عنه فرأى أهله قد اشتروا كيزانا للماء واستعدوا للصوم فقال:
"ما هذا؟ فقالوا: رجب، فقال: أتريدون أن تشبهوه برمضان؟"
وكسر تلك الكيزان.
▪ العمرة في رجب
ليس من السنة (تخصيص) العمرة في رجب، فهذه أمنا عائشة رضي الله عنها تنفي العمرة الرجبية كما في الصحيحين، عن مجاهد أنه قال:
قال عروة:
يا أماه يا أم المؤمنين ألا تسمعين ما يقول أبو عبد الرحمن
قالت: ما يقول؟
قال: يقول إن رسول الله ﷺ اعتمر أربع عمرات إحداهن في رجب
قالت: يرحم الله أبا عبد الرحمن ما اعتمر عمرة إلا وهو شاهده وما اعتمر في رجب قط".
فهذا إثبات من أمنا عائشة أن النبي ﷺ لم يعتمر في شهر رجب، ولم يميّز عمرة رجب
وأما ما ذُكر عن عمر بن الخطاب أنه كان يستحب العمرة في رجب فهذا خلاف ما قرره الشراح.
فإنه رضوان الله عليه لم (يتقصد) شهر رجب بل كان فعله رضوان الله عليه لإجل إفراد العمرة في سفرة، وإفراد الحج في سفرة أخرى، فكان لزامًا أن يوقع العمرة في أول الاشهر الحرم، وليس لأجل ميزة في شهر رجب!
نحن مأمورون بالاتباع لا الابتداع
فعليكم بسنة نبينا ﷺ بأبي هو وأمي في الإكثار من الطاعات وترك المعاصي.
@duha_1_6
جُزيت خيراً يا سُكرة، بمناسبة الأحاديث الموضوعة أنصح أنصح جداً بكتاب تيسير مصطلح الحديث للدكتور محمود الطحان لمعرفة مامعنى أحاديث موضوعة وضعيفة ( الكتاب يُدرّس في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية قسم اصول الدين والشريعة ويمكن لأي أحد الإجتهاد ودراسته ذاتياً فهو متوفر رقمياً مجانا pdf نفس النسخة وايضا مقاطع اليوتيوب كافية ووافيه لشرحه إن شاء الله مع التنبه لشيوخ السنه الموثوقين كعثمان الخميس وصالح الفوزان وبدر المشاري ) كتاب جداً جميل ونسأل الله تثبيت إيماننا وأن يجعلنا مفاتيح للخير مغاليق للشر ❤︎.
المُجيب
الذي يقابل الدعاء والسؤال بالعطاء، لا يخيب من أمّله ولا يقنط من كرمه مَن وقف ببابه يناجيه، يُحب سبحانه أن يسأله العباد جميعَ مصالحهم الدينية والدنيوية، ولأنه المجيب الذي لا يتعاظمه شيء أعطاه، ورد هذا الاسم مرة واحدة في القرآن عند قوله تعالى
﴿ إن ربي قريب مجيب﴾.
عندما أراد الله إخراج يوسف من السجن
لم يرسل مَلكاً يخلعُ بابه
ولا صاعقةً تهدمُ جدرانه
بل أرسل رؤيا تسللتْ إلى الملك وهو نائم
إن الله لا يجمعُ على عباده
ضيق المشكلة وضيق الحل
فقط علِّقْ قلبك بالله.
بينما أنت تائه، غارق في أفكارك، تُحارب القلق هو ﴿يُدبّر الأمر﴾ ، من فوق سبع سماوات لأن
﴿الأمر كله لله﴾ والله لطيفٌ بعباده، فتصّبر وتوكّل كُن مُطمئنًا، بأن ما كان مكتوبًا لك سيأتيك ولو حالت من دونهِ الأسباب وأُغلقت خلفهُ الأبواب وكان بينك وبينه ألف حِجاب.