Quelana

أول يوم رأيته، كان يبدو وسيما كقلب النهار. 
          	لم يكن أشقر الشعر، و لم تحمل وسامته
          	أي نوع من الصخب. 
          	
          	كان طويل القامة، أسمر البشرة الى حد ما، بسبب 
          	فصل الصيف على الأرجح، ذراعاه مفتولتان بعض
          	الشيء، و يرتدي نظارات مستطيلة تضفي نوعا
          	من الأناقة على ملامح وجهه المرسومة بعناية. 
          	
          	ابتسمت لنفسي عندما سرقت نظرة خاطفة منه
          	لأول مرة، كان يشرب الماء قرب أحد الأقسام و بدا
          	جميلا للغاية، شعرت بحرارة مفاجئة و أنا أمر بجانبه، 
          	كيف بإمكان شخص أن يكون بهذه الوسامة؟
          	
          	ثم بعد ذلك اليوم، أصبح الطقس أكثر برودة، و لم 
          	يعد يرتدي قمصانا ذات أكمام قصيرة. كان يمتلك 
          	ذوقا فريدا في الملابس، قمصان كلاسيكية دافئة 
          	مع قليل من الألوان الغامقة و تسريحة شعر بسيطة، 
          	فيبدو و كأنه بطل خرج من فيلم ستينيات
          	بالأبيض و الأسود. 
          	
          	كنت أحدق به من بعيد، بين الفينة و الأخرى.
          	و ذات صباح، أو مساء، لم أعد أتذكر تحديدا.. 
          	رأيت ابتسامته عن قرب، و لمحت تلك الغمازات
          	الغائرة، كانت ابتسامته ساطعة كشمس غشت،
          	مجرد التحديق بها يشعرك بالإحتراق.
          	
          	كان زميلا لي لكنني كنت أشعر بخجل عارم كلما 
          	لمحته، و أفقد كل الشجاعة و العفوية التي
          	أمتلكها لإنشاء محادثة.
          	
          	ثم ساعدتني الصدف و تحدثنا مرة أو مرتين، 
          	كان صوته يحدث بداخلي مفرقعات في البداية،
          	و بدأت أحلم به في كل ليلة، و يراودني 
          	هوس غريب تجاهه.
          	
          	ثم اقتربت الإختبارات و بدأنا نمضي الكثير من 
          	الوقت مع الزملاء، و كان يحضر أيضا. بدأنا نخوض
          	محادثات طويلة، و اكتشفت أن شخصيته
          	لم تكن بتلك الروعة التي رسمتها في عقلي. 
          	
          	لاحظت أنه يبتسم كثيرا عند تحدثه، لكنني بدأت
          	أسأم ابتسامته هذه تدريجيا. لم تعد الصورة البراقة 
          	التي بنيتها عنه سوى سرابا بعيدا، و لم يعد صوته
          	يحدث أي انقباضات داخل صدري.
          	
          	بدأت شيئا فشيئا، أفقد إهتمامي به تماما. 
          	ثم ذات يوم أصبح انسانا كأي انسان،
          	و كل ما استشعرته نحوه اختفى،
          	و كأنه لم يكن موجودا قط. 
          	
          	عندها فقط تساءلت في نفسي 
          	
          	هل كان اعجابا من النظرة الأولى؟
          	أم أنني احتجت فقط شيئا جديدا ليضفي طعما لحياتي ؟ 

Quelana

أول يوم رأيته، كان يبدو وسيما كقلب النهار. 
          لم يكن أشقر الشعر، و لم تحمل وسامته
          أي نوع من الصخب. 
          
          كان طويل القامة، أسمر البشرة الى حد ما، بسبب 
          فصل الصيف على الأرجح، ذراعاه مفتولتان بعض
          الشيء، و يرتدي نظارات مستطيلة تضفي نوعا
          من الأناقة على ملامح وجهه المرسومة بعناية. 
          
          ابتسمت لنفسي عندما سرقت نظرة خاطفة منه
          لأول مرة، كان يشرب الماء قرب أحد الأقسام و بدا
          جميلا للغاية، شعرت بحرارة مفاجئة و أنا أمر بجانبه، 
          كيف بإمكان شخص أن يكون بهذه الوسامة؟
          
          ثم بعد ذلك اليوم، أصبح الطقس أكثر برودة، و لم 
          يعد يرتدي قمصانا ذات أكمام قصيرة. كان يمتلك 
          ذوقا فريدا في الملابس، قمصان كلاسيكية دافئة 
          مع قليل من الألوان الغامقة و تسريحة شعر بسيطة، 
          فيبدو و كأنه بطل خرج من فيلم ستينيات
          بالأبيض و الأسود. 
          
          كنت أحدق به من بعيد، بين الفينة و الأخرى.
          و ذات صباح، أو مساء، لم أعد أتذكر تحديدا.. 
          رأيت ابتسامته عن قرب، و لمحت تلك الغمازات
          الغائرة، كانت ابتسامته ساطعة كشمس غشت،
          مجرد التحديق بها يشعرك بالإحتراق.
          
          كان زميلا لي لكنني كنت أشعر بخجل عارم كلما 
          لمحته، و أفقد كل الشجاعة و العفوية التي
          أمتلكها لإنشاء محادثة.
          
          ثم ساعدتني الصدف و تحدثنا مرة أو مرتين، 
          كان صوته يحدث بداخلي مفرقعات في البداية،
          و بدأت أحلم به في كل ليلة، و يراودني 
          هوس غريب تجاهه.
          
          ثم اقتربت الإختبارات و بدأنا نمضي الكثير من 
          الوقت مع الزملاء، و كان يحضر أيضا. بدأنا نخوض
          محادثات طويلة، و اكتشفت أن شخصيته
          لم تكن بتلك الروعة التي رسمتها في عقلي. 
          
          لاحظت أنه يبتسم كثيرا عند تحدثه، لكنني بدأت
          أسأم ابتسامته هذه تدريجيا. لم تعد الصورة البراقة 
          التي بنيتها عنه سوى سرابا بعيدا، و لم يعد صوته
          يحدث أي انقباضات داخل صدري.
          
          بدأت شيئا فشيئا، أفقد إهتمامي به تماما. 
          ثم ذات يوم أصبح انسانا كأي انسان،
          و كل ما استشعرته نحوه اختفى،
          و كأنه لم يكن موجودا قط. 
          
          عندها فقط تساءلت في نفسي 
          
          هل كان اعجابا من النظرة الأولى؟
          أم أنني احتجت فقط شيئا جديدا ليضفي طعما لحياتي ؟ 

Quelana

          تسع سنوات على الواتباد... أطول من أي علاقة حب عشتها من قبل. لم أكن لأتخيل أبدًا، عندما أنشأت أول حساب لي، أنني سأرتبط به إلى هذا الحد.
          
          قصصي و رواياتي غير المكتملة صارت جزءا لا يتجزأ من حقيقتي، كان حلمي دائما أن أصنع شخصيات تدفع بي الى التغير نحو الأفضل، شخصيات تعطيني الأمل في غد أكثر إشراقا، تكسر حواجز مخيلتي لتصبح جزءا مني و من القراء أيضا. 
          
          لا أعلم إن كنت قد نجحت في تحقيق شيء من هذا الحلم. هل سيتذكر القراء أيًا مما كتبته بعد بضع سنوات؟ أم أن كتاباتي ستظل مجرد قصص و كلمات عابرة لم تتمكن يومًا من اختراق الحواجز؟
          
          Happy 2025 ! ❤️

Quelana

 لطالما آمنت، لمدة طويلة، أنه من الممكن للصداقة أن تتحول الى حب.. تعرفون، شيء جميل ينتهي بشيء أجمل..
          
          لكن فكرة معاكسة، بدأت تأخذ حيزها داخل حياتي..
          
           هل يمكن للحب الذي كان أقوى من أي شيء أن يختفي يوما، و عوض أن تحوله الجراح الى كراهية، يضمد الوقت كسوره و يحوله النضج الى صداقة ؟ 
          
           هل يمكن للجراح أن تصبح مجرد ذكريات و أخطاء حياة نتعلم منها ؟ 
          
          أم أن الجراح المخلفة أكبر و أعمق من أن تهدأ و يمحيها الزمن ؟ هل ننسى من كسرنا يوما دون أن يلتفت ؟ هل كان سحاب الشر آنذاك مجرد سراب ؟
          
           أم أن الكراهية تحمينا من أخطاء سنقع فيها... و هل مسامحتنا لشخص تعني استعادة ثقتنا ؟ هل الصداقة ممكنة مع شخص آلمنا الى ذلك الحد يوما ؟ 
          
          

Quelana

الحياة حقا علبة من الحلوى المغلفة، لن تعرف أبدا ما قد تظفر به...
          
          
          بعد سنوات من الإشتياق، من الشعور بفقدان الذات 
          و من الخوف من إنعكاسي في المرآة، عندما تمكنت أخيرا من النظر الى قرص الذكريات دون الشعور بالغصة داخل حلقي، شاءت الحياة أن أحدثه مجددا، أن أقابله، و أن أواجه الوحش الأسود الذي سكن ذكرياتي حد الهوس. 
          
          و هل تعلمون ما الساخر في الأمر ؟ لم أعد أستطيع
           أن أكرهه، أو ألومه. 
          
          الشخص الذي سرق قلبي و كسره منذ سنوات، لم يعد له وجود إلا داخل ذكرياتي البعيدة، و أمامي كل ما أراه هو شخص آخر، مختلف تمام الإختلاف عن الصورة المشوهة، شخص أشبه برفيق أكثر من كونه عدوا.
          
          لقد تغيرتُ، و تغيرت و تغير هو أيضا، النضوج رسم ملامحه على حيواتنا، و أصبح يشبهني للغاية لدرجة فكرت أننا في كون موازي على الأرجح أقرب الأصدقاء.

cosmogyral_girl

@Quelana  أصبحت افهم هذا الكلام عميقا 
            
            أمر عجيب هو النضج، أليس كذالك؟
Reply

KaisarAlzahabi

@ Quelanaبس يا ترى هالمرة ، الأمور حتكون مختلفة؟ الاذية بتضلها أذية ،ولا انتي شو رأيك يا كاتبتنا العظيمة 
Reply

Quelana

23-02-24, today I wondered.. aren't time and life absurdly intertwined? I look back to my childhood and puberty. Both the bright and gloomy memories..the desperate moments of doubt, moments of joy, those of fear and sorrow, scenarios in which I lacked all sorts of hope or empathy for myself. 
          
          How that was all I imagined "life" to be. 
          How I thought I would never get out of my little world to experience a different reality, how I labeled myself unprivileged and let it become an insecurity. When did all those milestones I looked forward to, cease to impress me? When did all my childhood dreams become a reality, then started to set the norm? 
          
          When did I stop being the terrified child, the one scared of whatever was called "the outside world", and adjusted to a life I never imagined to be part of. 
          
          I look around and realize, I am privileged, I have been lucky to have a great support system that believes in me, allowing me to change the lense through which I observe and savour this life. 
          
          Time played a role, circumstances and serendipity did too. They all intertwined to reshape a new world.
          
           All of this fills me with gratitude, and I consider it a duty to pay this serendipity back. Now that I know it, that's the sense of responsibility I choose to to live with.

cosmogyral_girl

How have you been
          Summer is here
          May the sunshine pass the curtains 
           Lights of your dream

Quelana

@cosmogyral_girl 
            hey sweetie! Thank you for checking on me, summer is my favorite season so I am enjoying ♥️ 
            
            Stay safe xoxo
Reply

benovella

بين كل حين وآخر تتبادرين إلى ذهني، كالعادة أتمنى لك يوم جميل بمثل جمال روحك❤️ 
          من 2018 وإلى الآن ممتنة لأنك للحين متواجدة
          

benovella

سعيدة أني جعلتك تبتسمين، شكرًا لطيب كلماتك❤️
Reply

Quelana

@benovella يا قلبي ، لا يمكنك حتى أن تتخيلي إلى أي مدى جعلتني أبتسم. أنا دائما أعزك على قلبي وأشعر بالامتنان لوجودك. ابقي بصحة جيدة حبيبتي
Reply