أريد اكتب، وأثرثر، اشتهيت أتكلم...
البارحة في مثل هذا الوقت كنت في مكالمة مع المعالجة ورأس قلمي على طرف الورقة ولسان حالي يقول "بالله فباركيني واخبريني..."
أول مرة لنا سيئة كانت، جدًا، أذكر أن الكلام لفرطه خنقني. في هذي لما تهيأت اكتب قالت كاريزما، وقدرة على ضبط الانفعالات، وإني شخص مُمكّن، وحسابي -الذي كنت أتابعها من خلاله- كان يفاجئها دائمًا، لأن عندي أسلوب طرح لبق، وإن كان موضوع الطرح فيهِ إنّ، -ما أقصد موضوعات روتينية- هناك قصدني عدد لا بأس به من الناس فعلًا، أذكر حتى أني قابلت فتاة منهم في واحدة من المجمعات التجارية، رهبتها شيء لا أنساه. زادت عليّ تقول -لإيمانها بقانون الإنعكاس- أنني شخص جذاب، وأثري عليها حسن، ثم أخبرتها بتبعات العلاج والتقدّم الذي أحرزته؛ فقامت تبكي وتشكرني لأني تحصلت على كل تلك النتائج رغم قلّة ما وصتني عليه، وسمعت رجفة صوتها والإنفعال الجم ذاك لا يفارق ذهني من البارحة
في أفضل الأحوال كنت لأحس بالسّعد، أمري لله...
سألتني قبل تنتهي المخابرة إن كنت راح أكمل معهم، قلت اكتفيييت، وردها كان إنه راح تبقى الفرصة محسوبة لي، والمقعد متوّفر ولا يردني إلا لساني، أحسست بالحنان وفقدت قدرتي على النهوض بعض من الوقت، كما المعتاد، أتساءل إن كان الأخذ بذا على وجه حالة طبيعية أمرًا ممكنًا، تحضرني أبيات للشابي.
ثم حذفت حساب تويتر الخاص بي... أرعبتني فكرة أن كلامي يوضع كعلامات مرجعية.
عشت ربع قرن وكلما ازددت بالعمر أراني دون رفقة، وما نفعني تبصّري بالناس لكنما هدأة بالي لم تفارقني مذ صرت اكذب ما أرى وآخذ الشخص بالذي يقوله، لطالما كانت نفسي غير مهمومة، ولا اتحامل عليها، وآمالي فيها مؤجّلة.