Rio_fos

يا نجوم المكتوب، أضيئي درب الحكاية،
          	واهمسي لنا عن زمنٍ كُسر،
          	وساحرٍ قَلَب الساعات،
          	وكاتبٍ نزلت كلماته على الواقع كالرعد.
          	
          	في قلب القصر المحترق،
          	وبين رماد الحرب وبكاء الأرض،
          	وقف "الكاتب"،
          	كريستال روح ولدت من النور،
          	كاتبُ المصير،
          	الذي إن خطّ القلم، أطاعه القدر.
          	
          	قال
          	"كفى… هذا يكفي يا دماء الملوك،
          	يا سيفًا خرج من نارٍ وأهلك الزرع والناس،
          	يا لوسيوس… ابن الحب والخيانة،
          	نم."
          	
          	ثم كتب على صفحات كتابه الذهبي
          	
          	"سيعود الزمن إلى الوراء،
          	ويُختم الوحش النائم في قلب البحيرة،
          	حتى يبرد دمه،
          	ويعود يومًا حين ينضج الألم إلى حكمة."
          	
          	وفي برج الزمن العالي،
          	حيث الساعات لا تصمت،
          	وقف كلوكدر بين آلاف الساعات
          	ساعات مائية، نحاسية، بلورية،
          	لكنه اختار ساعته الرملية…
          	الأقدم… الأصدق… الأخطر.
          	ووضع يده فوقها،
          	وهمس بصوتٍ لا تسمعه إلا عقارب الدهر
          	
          	"فلتنسكب الرمال… ولينكسر الحاضر."
          	
          	فارتدت الأيام،
          	وتكسّرت اللحظة،
          	وعاد كل شيء إلى ما قبل الانفجار.
          	
          	لكن حتى السحر يحتاج لتوازن،
          	وهنا دخلت أسيلا،
          	كريستالة الظلام،
          	بشعرها المعتم كأفق العاصفة،
          	وعيناها تلتمعان كسُخام النجوم.
          	
          	قالت، وصوتها كنبض الغموض
          	
          	"من النار جاء،
          	ولن يُحبس إلا بالظلال،
          	دعني أُحيك له قيدًا لا يكسره حتى الحنين."
          	
          	فمدّت يدها،
          	ونسجت من الظلال خيوطًا،
          	ومن الحزن طوقًا،
          	ورسمت على جبين لوسيوس ختم الصمت.
          	
          	وفتح الكاتب بوابة الكهف،
          	كأنه يشقّ صدر الأرض بسطرٍ مكتوب،
          	فانكشفت لهم أعماقُ كهف كريستال الأرواح،
          	كهفٌ لا يسكنه صوت،
          	ولا يعلو فيه سوى همس الارواح.
          	
          	الجدران تتلألأ بأحجار كريستال الارواح،
          	تشعّ بألوان لا اسم لها،
          	أزرقٌ باهت كحزن قديم،
          	وبنفسجٌ عميق كندم لا يُغفر،
          	تنعكس الأنوار كأنها أرواح ترقص في صمت.
          	
          	وفي قلب الكهف...
          	رقدت البحيرة.
          	
          	مياهها شفّافة كالزجاج المسحور،
          	لكن سطحها...
          	أسود، قاتم،
          	كأن الليل قد نام عليه،
          	لا لأنه ماء عكر،
          	بل لأن عتمة الكهف سكنت وجهها.
          	
          	وكان الضوء المنعكس من الكريستالات،
          	يرتجف على الماء كدمعة خائفة،
          	والهواء نفسه هناك،
          	يحمل رائحة قديمة…
          	كأن الزمن توقف لينتظر لوسيوس.
          	
          	وهمس الكاتب
          	"نم يا ابن الحرب،
          	قد تحتاجك الأرض من جديد…
          	لكن ليس قبل أن تتطهر من لهيبك."
          	

Rio_fos

يا نجوم المكتوب، أضيئي درب الحكاية،
          واهمسي لنا عن زمنٍ كُسر،
          وساحرٍ قَلَب الساعات،
          وكاتبٍ نزلت كلماته على الواقع كالرعد.
          
          في قلب القصر المحترق،
          وبين رماد الحرب وبكاء الأرض،
          وقف "الكاتب"،
          كريستال روح ولدت من النور،
          كاتبُ المصير،
          الذي إن خطّ القلم، أطاعه القدر.
          
          قال
          "كفى… هذا يكفي يا دماء الملوك،
          يا سيفًا خرج من نارٍ وأهلك الزرع والناس،
          يا لوسيوس… ابن الحب والخيانة،
          نم."
          
          ثم كتب على صفحات كتابه الذهبي
          
          "سيعود الزمن إلى الوراء،
          ويُختم الوحش النائم في قلب البحيرة،
          حتى يبرد دمه،
          ويعود يومًا حين ينضج الألم إلى حكمة."
          
          وفي برج الزمن العالي،
          حيث الساعات لا تصمت،
          وقف كلوكدر بين آلاف الساعات
          ساعات مائية، نحاسية، بلورية،
          لكنه اختار ساعته الرملية…
          الأقدم… الأصدق… الأخطر.
          ووضع يده فوقها،
          وهمس بصوتٍ لا تسمعه إلا عقارب الدهر
          
          "فلتنسكب الرمال… ولينكسر الحاضر."
          
          فارتدت الأيام،
          وتكسّرت اللحظة،
          وعاد كل شيء إلى ما قبل الانفجار.
          
          لكن حتى السحر يحتاج لتوازن،
          وهنا دخلت أسيلا،
          كريستالة الظلام،
          بشعرها المعتم كأفق العاصفة،
          وعيناها تلتمعان كسُخام النجوم.
          
          قالت، وصوتها كنبض الغموض
          
          "من النار جاء،
          ولن يُحبس إلا بالظلال،
          دعني أُحيك له قيدًا لا يكسره حتى الحنين."
          
          فمدّت يدها،
          ونسجت من الظلال خيوطًا،
          ومن الحزن طوقًا،
          ورسمت على جبين لوسيوس ختم الصمت.
          
          وفتح الكاتب بوابة الكهف،
          كأنه يشقّ صدر الأرض بسطرٍ مكتوب،
          فانكشفت لهم أعماقُ كهف كريستال الأرواح،
          كهفٌ لا يسكنه صوت،
          ولا يعلو فيه سوى همس الارواح.
          
          الجدران تتلألأ بأحجار كريستال الارواح،
          تشعّ بألوان لا اسم لها،
          أزرقٌ باهت كحزن قديم،
          وبنفسجٌ عميق كندم لا يُغفر،
          تنعكس الأنوار كأنها أرواح ترقص في صمت.
          
          وفي قلب الكهف...
          رقدت البحيرة.
          
          مياهها شفّافة كالزجاج المسحور،
          لكن سطحها...
          أسود، قاتم،
          كأن الليل قد نام عليه،
          لا لأنه ماء عكر،
          بل لأن عتمة الكهف سكنت وجهها.
          
          وكان الضوء المنعكس من الكريستالات،
          يرتجف على الماء كدمعة خائفة،
          والهواء نفسه هناك،
          يحمل رائحة قديمة…
          كأن الزمن توقف لينتظر لوسيوس.
          
          وهمس الكاتب
          "نم يا ابن الحرب،
          قد تحتاجك الأرض من جديد…
          لكن ليس قبل أن تتطهر من لهيبك."
          

Rio_fos

يا من تحفظين أسرار الزمن،
          افتحي لنا أبواب الذكرى،
          واحكي لنا عن ليو…
          الإمبراطور الذي خان وعد الأرواح،
          ونسج من الظلال تاجًا،
          ثم ترك قلبًا أحبّه يحترق.
          
          كان من نسل عشيرة الأرواح السوداء،
          أقوى الكائنات، سادة السحر والعهد الأول،
          وحين همس له الملكوت بالعرش،
          نظر إلى ميلينا، العاشقة التي منحت له ليلها وسرها،
          وقال
          "سامحيني… فالعرش لا يتّسع للحب والملك معًا."
          
          ثم تزوّج، وتوّج ملكةً لا تعرف من السحر إلا لمعان الذهب،
          ونفى ميلينا إلى أطراف القصر،
          لكنّ قلبها ظل ينزف باسمٍ واحد ليو.
          
          ومن صُلب العشق، جاء لوسيوس،
          طفل النار والصمت،
          ربّاه والده في الظل، وجعل منه قائدًا للحروب،
          ورمى به إلى جحيم المعارك،
          ليصبح سيفًا لا يعرف الرحمة.
          
          سبع سنين مرت،
          وعاد الابن يزأر بالنصر،
          بينما في القصر، جلس ليو يتبختر فوق عرشه،
          وحين دخل لوسيوس…
          رآه عدوٌ مختبئٌ في الحشود،
          وسهمٌ غادرٌ انطلق،
          قاصدًا قلب الإمبراطور.
          
          لكن…
          ميلينا، التي عاشت منفيّة،
          رأت السهم،
          رأت السهم…
          يمزّق الهواء كوحشٍ يعرف طريقه،
          قادمًا من العدم…
          قاصدًا صدر مَن كسر قلبها.
          
          وفي لحظة،
          تجمّد كل شيء
          الزمن، الصوت، ضوء الشمس فوق التاج المحطّم،
          ورأت ليو.
          
          لم ترَ الإمبراطور،
          بل رأته كما كان…
          
          فكرت للحظة
          'هل يستحق؟
          هل أغفر؟
          هل أضحي؟'
          
          لكن الإجابة لم تكن بكلمات،
          بل بخطوة.
          
          قفزت.
          
          صدرها استقبل السهم كأنه قدَرها منذ وُلدت،
          واشتعل الألم…
          لم يكن ألم الجسد،
          بل ألم الحب القديم،
          الذي ما زال حيًّا، رغم كل موتٍ مرّ به.
          
          وفي لحظتها الأخيرة،
          حين تهشّم العظم وارتجف الجسد،
          لم تنظر إلى السماء،
          بل نظرت إلى ليو،
          
          وابتسمت.
          
          ابتسامة لم تكن غفرانًا كاملًا،
          ولا لومًا…
          بل كانت
          "أحببتك بما يكفي… أن أموت بدلًا منك."
          
          ثم سقطت،
          هديةً أخيرة،
          من قلبٍ لم يتعلم الكراهية.
          
          صرخ لوسيوس،
          وصوتُه شقّ جدران القصر
          "أمي!!!"
          
          نظر إلى أبيه،
          فرأى فيه الخيانة، الغدر، والسبب.
          
          رفع سيفه،
          وبدأ القتال.
          
          الأب والابن...
          ناران تصطدمان في قلب المملكة،
          كل ضربة هزّت الأرض،
          وكل صرخة جعلت السماء تنزف.
          
          وفي النهاية،
          انهار القصر،
          وغاصت البلاد في الفوضى،
          وسقطت التاجات من رؤوسها،
          واحترق التاريخ بنار لوسيوس.
          
          ووقف الابن وسط الرماد،
          حاملًا جثمان أمه،
          وقال
          
          "يا من خنتها… لقد خسرت كل شيء،
          لكنني… أنا وحدي،
          اللعنة التي ولِدَت من حبك."

Rio_fos

يا ربة الحكايا، غنّي لي أنشودة الألم،
          أنشودة الزهرةِ حين بكت،
          في الليلة التي انقسم فيها القلبُ على نفسه،
          وفي القبو العميق، حيث نام التنينُ الحارسُ للأزمنة.
          
          يا نيران السماء، اشهدي،
          كيف سجدت الأختُ على رُكبتَيها،
          بثوبها الممزق من رياح الفتنة،
          وصوتها النازف بالرجاء:
          
          "أخي، يا من وُلدت من شُعلة،
          يا مَن هبطت من شقوق البرقِ،
          قم من نومك العميق،
          فالكوكب ينزف من صدره، والدماء تغسل العروش!"
          
          لكن التنين، ذو العيون الصخرية،
          ظل ساكنًا، كجبلٍ لا تهمسه الرياح،
          فقالت، والدمعُ على خديها يشتعل:
          
          "آيس، الأمير الجليدي،
          شقّ القصر إلى نصفين،
          سلّ سيف الخيانة ضد شقيقاته،
          وأشعل نار الحرب بين بنات الأم النقية،
          فانقسمت المملكة إلى ليلٍ لا فجر له."
          
          ثم مدت يدها خلال القضبان،
          ولمست جَلدَ أخيها الحار كجوف الأرض،
          وقالت بصوتٍ كأنه تراتيل الأسى:
          
          "يا مَن كنت الحامي،
          يا مَن كنت في طفولتي ظلّي،
          أما تتذكر يوم بكيتُ فكسرتَ الجبل؟
          ألا تبكي الآن لأجل من نحبهم؟
          أجبني، يا من في دمك النيازك،
          أجبني ولو بنفَسِ غضبٍ يوقظ العدالة!"
          
          فاهتزّ القبو، وارتعدت الحجارة،
          وصاحت الأرض من تحت قدميها،
          ثم فتح التنين عينيه…
          وفيهما وهجُ ألف شمس:
          
          "أختي… أتيتِ بصوتٍ أعادني إنسانًا،
          إن كنتِ تبكين… فسأحرق ليلهم،
          وإن كنّ الأميرات في خطر،
          فليعلم آيس أن الشتاء لن يصمد أمام لهيب قلبي!"
          
          ثم ارتفع، كعاصفةٍ تُمزّق الغيوم،
          وخرج من القبو،
          تتبعه الأخت،
          والسماء تشهد بداية النهاية…
          للحرب التي شقّت قلب العائلة.