omgam_11a

مرحبًا يمكنك قراءة الجزء من هنا
          
          مضَت سيارة الاسعاف ، وتركت خلفها نوران وسيرين في صدمة ، في رعب ، وخوف كبير ، انطلقوا بسرعة للمشفى ، كانت سيرين تقود السيارة بجنون تريد الوصول ، اما نوران فقد انهارت تماما من البكاء 
          وصلوا المشفى ، كانت غمزة بالعناية ، ادخلت سريعًا ، أرسلت سيرين رسالة لعمر ، على امل ان يكون هاتفه قد فتح بعد رسالة الادوية .. 
          رسالة سيرين : 
          (( عُمر ، لا اعلم أين أنت ، وكيف حالك ، لكن اتمنى أن تقرأ رسالتي بهدوء ، غمزة لم تتحمل بعدك أبدًا ، وكذلك قلبها كان اضعف من هذا الحزن ، لا نعلم ما حالتها الان لكن اخر شيء رأيناه هو توقف قلبها في سيارة الاسعاف ، مضى ثلاث ساعات ونصف ، ولم يخرج أي طبيب ليخبرنا ماذا حدث ، كلما سألنا أحدهم اخبرنا أن الطبيب المسؤول سيخبرنا ، أتمنى أن تكون غمزة بخير ، لان هناك الكثير لتسمعه منها ، واذا لم تكن ، سأخبرك أنا به . 
          اعتذر لانها لم تأخذ ادويتها ، نحن في مستشفى (***). )))
          
          مرّت ثلاث ساعات أخرى لم يرى عمر الرسالة ، وفي تلك الثلاث ساعات خرَج الطبيب . 
          ركضت نوران و سيرين له : ارجوك هل غمزة بخير ؟ 
          نظر لهم الطبيب بيأس وقال : لقد لحقنا بها بأخر لحظة ، لكنها لا تزال في مرحلة الخطر ، حالتها الصحية سيئة جدًا ، تحتاج لرقابة لمعرفة اذا كان  سيتوقف قلبها في الساعات القادمة أو لا ، ادعوا لها بالشفاء . 
          

omgam_11a

كانت سيرين تبكي على حالهم ، هي لا تنكر انها غاضبة من عمر لكنها لا تلومه في كل شيء ، فغمزة ايضا ارتكبت خطأ بحقه ، غادرت هي ونوران الغرفة . 
            نظرت لعمر بألم وندم و حزن و عتاب ثم امسكت  وجه عمر بيدها وقالت بتعب : اريد النوم اشعر بتعب شديد ، لا تذهب مرة أُخرى ، ابقى بجانبي قليلًا ، اذا كنت تريد الذهاب فارحل عندما أغفوا كي لا يأبى قلبي وعقلي ان يناما
            كاد عمر يطعن نفسه من كلامها ، كيف سمح لنفسه ان يعذبها لهذه الدرجة ، ترجوه البقاء وعدم الرحيل وهو بكل حماقة يشك في ثقتها به ، سلمته نفسها و عقلها ومخاوفها ، هل كان كثيرًا عليها ان يستمع لأسبابها ! : لن ارحل يا حبيبتي لن ارحل ابدا انا هنا بجانبك لو بيدي لاخذتك في حضني ، لا تقلقي نامي وانا بجانبك لن اغادر الغرفة ابدا . 
            غفَت كطفلة صغيرة جاهدت للبقاء مستيقظة لأيام خوفًا من ان يبتلعها الظلام . 
            كانت دقات قلبها منتظمةً بعض الشيء ، لكن لاحظ عمر انها تتعرق وهي نائمة بشدّة ! 
            نادى الطبيب ليرى ما بها 
            الطبيب : على ما يبدو انها تواجه كوابيس وهلوسات وقد يتكرر هذا الشيء بسبب المهدئات القوية التي اخذتها في الفترة الاخيرة ، غير انها في حالة اجهاد كبيرة نفسية وجسدية نأمل ان تتعدى هذه الفترة بسلام  … 
            جلس عمر على الارض يبكي بقوة ، مضت ساعات وهو يبكي لم يجف دمعه ، غير ان نظرات تونا تقطع قلبه بشدّة فهو يرى فيها الكره والغضب .. 
            بعد مدة انتفض جسد عمر عندما سمع صوت …
Reply

omgam_11a

عندما استيقظت وجدت سيرين و نوران بالغرفة ، واول ما قالته : عمر لم يأتي ؟ 
            نوران بغضب : بعد كل هذا تسألين عنه ! 
            غمزة : لم يأتي ؟ هل يكرهني ؟ 
            كان يقف في ممر الغرفة يبكي بقوة ، دخل وقال : انا هنا ، ركض بجانبها وجثى على ركبتيه ، استمر بقول انا هنا يا غمزة ، كانت دموعه لا تتوقف ابدا ، وهي تنظر له بحزن و ألم وتعب ، نظرت له بكسرة كبيرة لكن تفهم وحب ، نطقت بهدوء وهي تمسح دموعه : هل شُفي قلبك مني الان ؟ هل كنت استحق كل هذا العقاب ؟ هل سامحتني عندما رأيتني أتألم ؟ ألمي لا يقل ابدا عن ألمك فهل ستسامحني ؟ 
            نظر لها بألم كبير من كلامها وندم أكبر وقال : ليتني انا من كان هنا ، ليتني لم افعل كل هذا ، انت لا تستحقين سوا السعادة يا غمزة ، انا اسف اسف انا غبي جدًا لا استحقك 
            غمزة : هل قرأت مذكراتي او رأيت التسجيل ؟ 
            عمر : لم استطع ان اقرأ او اكمل التسجيل
            غمزة : لماذا ؟ 
            عمر : كنت اعلم انك لن تتركينا لم أرد ان اقرأها او اراه  وحدي
Reply

omgam_11a

مرّ يومان بقسوة شديدة وبرودة اكبر كان الجميع مرهق يتوارى عمر عن الانظار لا يريد ان يرى الغضب و العتب واللوم بعيونهم لكن في اليوم الثالث ودون مقدمات ، استيقظت غمزة ، كان الاطباء مصدومين لكنهم سعيدين بعودتها كانها حاربت الموت المحتم لها خرجت احدى الممرضات تركض باتجاه نوران و سيرين وتقول بلهفة : استيقظت استيقظت ، انتفض الجميع من مكانه ولجق بالممرضة الطبيب ، تجمع الجميع حوله يسألونه الكثير اما عمر يقف بعيدًا يبكي ضعفه، 
            الطبيب : لم تتجنب الخطر لكن تحسن ملحوظ طرأ على حالتها في تلك ال ٢٤ ساعة الاخيرة ، المهدئات و المعززات والرقابة كانت شيء ساعد على حمايتها للمرة الرابعة ،  سيتم ابقاءها يومًا آخرًا في العناية ، وبعدها اذا تحسنت حالتها سينقلها لغرفة خاصة لتبقى تحت الرقابة 
            كان الجميع سعيد وخائف في نفس الوقت ، اتجهت سيرين لعمر ، وقالت : ستعود غمزة لا تقلق ! 
            عمر : كيف سأنظر لها وانا السبب بكل هذا 
            سيرين : انظر لها نظرة عمر الذي يحبها ، اجتضنها واحتويها ، وكن عمر الذي تحب 
            عمر : هل سيسامحني الجميع ؟ 
            سيرين : لا احد يحمل لك شيء سيء يا عمر ، وتونا عندما يطمئن على والدته سينسى كل شيء لا تقلق . 
            
            مر اليومان بسلام ، كانت في تحسن ملحوظ ، اخرجوها للغرفة ، كانت نائمة بهدوء كطفلة بريئة مذنبة لكنها مجبورة على هذا الذنب ، اخبرها الطبيب ان الحزن والغضب سيؤذوها بشدة ، فعليها ان تهدأ كل شيء سيحل .. 
Reply