 
              
          
              Rolan_m21
سيكون هذا عشوائيا للغاية لكن لا أعرف كيف أنسقه أكثر 
          
          ...
          
          صوت ارتطام الكرة بالرصيف يعيدني دائمًا لماضى بعيد، كان أقصى همي فيه تطبيق ما تعلمته في التمرين قبل أية مباراة، 
          
          في صغري كنا نلعب ونتسكع في ساحة تحت المبنى الذي نسكن به، مباشرة تحت أنظار أمي، ومن البلكونة تتأكد كل بضعة ساعات من عدم ابتعادنا، وتنسى أمرنا إن عرض مسلسلها المفضل ...
          
          لم ترق لي كرة القدم وقتها، كنت طفلًا يحب التلفاز وألعاب الفيديو وبضعة اصدقاء يرتاح لهم وفقط، لكن تلك الرياضة دائما ما كانت تبدو ضمن عالم لا علاقة له بي، مرتبطة لي بالجانحين في المدرسة، بالسجائر والشجارات والشتائم، ومع هذا لاحقًا ... وبشكل غامض أصبحت جزءا كبيرًا مما يشكلني.
          
          ...
          
          في الثانوية، كل خميس بعد قيلولة جمع طاقة من المدرسة، أجهز نفسي وأحمل حقيبتي، ثم أبدأ رحلة تسول بهدف الحصول على بضعة دراهم وأخرج، المنطقة الجديدة التي عشنا بها أيامها كانت بعيدة للغاية عن حيث أصدقائي، لكن طاقة الشباب كافية كي لا تهتم، الجو مشمس والمشوار نفسه مرهق، لهذا السبب كنت نحيلًا تلك الفترة! ... كثيرًا ما كنت متأخرًا، كل بضعة دقائق أحدق بشاشة هاتفي وافكر أنهم قد بدأوا بالفعل ...
          
          أمر بمنطقة رملية بها مبانى قديمة، ثم شارع كبير به محلات تجارة هواتف، أحاول تشتيت نفسي بإلتقاط صور لما حولي، لكن أظل أقلق ... وأفكر، دون أن يكون للأمر أي داعى طبعًا، عن كيف سألعب؟، مالذي يجب أن لا أخطأ به؟، من سيكون ضدنا؟، وتؤملني معدتي قليلًا، قد أشعر انني حتى اريد العودة للبيت، لكن ما إن أصل يتبخر هذا ... فقط في حالة لم أكن الاسوء في النهاية، حتى لو خسرنا توجب أن لا ارتكب اية أخطاء.
          
          ليس كأننا كنا محترفين أبدًا، ظننت قلقي طبيعي وقتها، لكن من فترة عندما تحدثت مع صديقة، فكرت لأول مرة أن الموضوع أشبه بصدمة نفسية ... 
           
              
            
              Rolan_m21
ذاك الشاب ولنسمه ح ... كان بعد أن ننتهى عند آذان المغرب، ونصلى، يذهب حيث لحديقة حيه، وهي مكانه الأساسي المفضل أصلًا، عندما بدات أذهب معه، وأرى كيف التمريرات السلسة، وحجم الملعب، وكيف يتوزعون ... انبهرت ... كنت دائمًا ابقى خارجًا وأراقبهم، لم املك الجرأة للإنضمام، لكن لم اعترف لنفسي أنني خائف، قلت أنهم لا يعرفونني فقط، تطور روتيني من ساحة المسجد مع إلى الحديقة تدريجيًا، حتى أصبحنا في أواخر سنواتي المدرسية نلعب فيها فقط، كانت الملاعب بها قسمين، جزء كبير ومخيف، وآخر صغير ويشبه الشوراع التي اعتدت عليها.
            
            أذكر أنني وبشكل مؤكد لم ألعب في الملعب العشبي الكبير أكثر من ٣٠ مباراة خلال عامين، ولم يكن هذا لسبب سوى خوفي الذي كنت أخبئه، كان خطأ واحد اقوم به كافي لهزي، فأقول .. أنا فقط غير مناسب هنا، أشعر بالضياع هنا ...
            
            أكشتفت لاحقًا ان اسلوب تدريبي هو المشكلة، كنت اتمرن وانا أنظر للكرة .. وفي المبارايات الحقيقية على الشخص أن ينظر حوله، أن لا يترك الكرة كثيرًا معه، وأن يعرف كيف يتحرك لفتح مساحة، الأمر مثل أنني تعلمت كي ألفت الإنتباه ... كي يتم اختياري .. النظر لي، وليس كي ألعب بشكل حقيقي ... 
            
            مع كورونا والتخرج أصبحت لا ألعب كثيرًا، ومع نمو الإنطوائي داخلي وأخذه راحته أكثر ... مللت من ذاك المكان، وبدأت أذهب وحدي لأماكن عشوائية، وألعب مع غرباء عابرين يسألون الأنضمام لي ... 
            
            الآن وأنا في الجامعة اجد نفسي أصبحت عجوزًا .. ليس فعليا لكن جسدي ليس مثل ما كان، ايضا لم أعد امليء حياتي بالرياضة كطريقة للإتصال مع الناس، لم يعد هناك داعي لهذا، ما زلت أقلق، ودون وعي اعود لمراجعة أخطائي، ثم اوقف نفسي، واحاول الإستمتاع فقط.
            
            آمل أن استمر في اللعب حتى وأنا في عمر والدي.
            
            إن شاء الله.
            
                
                  
                  •
                  Reply
                
               
              
            
              Rolan_m21
مع كل يوم نلعب فيه، تحسنت، أصبحت أفضل في المراوغة والتحكم، لكنني اغفلت مهارات أساسية مهمة، فظللت عالق في مستوى مبهم،  ومع هذا أصبحت من بين أفضل اللاعبين في تجمعنا البسيط، وقتها بدأوا هم يركزون في دراستهم، وانا بقيت أبحث عن رفقة غيرهم، لفترة بدأت ألعب مع شباب من الهند، كانوا لطفاء للغاية، لعبت أيضًا مع أشخاص أصغر مني وكان الأمر مملًا، جربت حديقة قربنا لكنها كانت مكانًا لا يطاق بسبب من فيها وبسبب المشرفين عليها، لديهم قانون مزعج وهو أن تدخل الحديقة ببطاقة مخصصة، ولم تكن لدي لذا كنت اقفز فوق السور القصير وأدخل، ولأن المكان صغير، والحارس عليها وغد يهتم بعمله، وأنا الأسمر الوحيد بينهم، كان يكشفني بسهولة ويأت لطردي، بعد بضعة مرات كرهت المكان، رغم انني أملك به ذكريات لا بأس بها.
            
            المكان الذي ذكرته سابقًا، البعيد، يلعب به زملائي في المدرسة، لعبت معهم مرة، كنا في الصف الأول الثانوي، قال لي أحدهم أنه لم يتوقع أنني أستطيع اللعب ... مجاملة منه طبعًا، فضحكت واخذنا نتحدث حتى دعاني في النهاية لنتقابل نهاية الاسبوع، لم أهتم حتى بالمسافة، أردت التعرف على أشخاص جدد، كان ذاك الحي مثل عالم جديد تمامًا لي، عالم متوحش وكبير للغاية، الجميع يعرفون بعضهم منذ أن كانوا صغارًا ... واشعرني هذا ببعض الدفيء.
            
            لم يكن مستوى اللعب مختلفًا عما اعتدت كثيرًا ... مباراة بعد مباراة، كل نهاية أسبوع  ... من العصر للمغرب، أصبحت جزءًا منهم، لم أكن اقلق ابدًا وقتها، كنت ما إن اعتاد الناس والمستوى لا أخاف، كان هناك شاب وقتها يأتى ويلعب معنا من مرة لأخرى، كان يكره طريقتنا العشوائية، يصرخ طوال الوقت ويلقى الأوامر، يغضب ويضغطك، وعندما تلعب بشكل جيد ... يمدحك، وقد أحببت هذا لأقصى درجة، أحببت دائما مديح الناس لشيء قمت به، أشعرتني كلماتهم بسعادة صافية، التصفيق، عندما يختارونك مبكرًا وليس لإكمال العدد، أذكر حتى الآن أن أستاذ الرياضة كان يلعب معنا أحيانا، وفي مرة لعبت وهو في نفس الفريق، وكنت ادافع وقتها .. ثم عندما تعبت وخرجت، قال لي .. لا اعرف كيف سألعب دونك ( تبًا هذا محرج، جملة من أنمي!) ... أظنني كدت يغمى علىّ من جملته، رغم أنه عند التفكير الآن كان استاذًا سيئًا جدًا، لكن كلامه .. رفع ذاتي الحمقاء عاليًا.
            
                
                  
                  •
                  Reply
                
              
 
          	     
               
               
              