لم أبكي حين غادرتني لكنني بكيت حين استيقظت صباحاً حملت هاتفي لأكلمك و نسيت أنكَ منذ الليلة الفائتة لم تعد لي، بكيتُ حينما أغلقتُ باب غرفتي علّني أحصل على بعض الراحة وحاصرتني الذكرياتك في كلً زاوية و ليس هناك مفرّ، بكيتُ حينما قابلتُ أصدقائي و تجاهلوا سؤالهم المعتاد عنكَ بل سألوني عني هل أنتِ بخير؟؟ بكيت حينما قال لي أحدهم أنتِ جميلة ف أنا لم أعتد بَعْد على سماع أحدٍ غيركَ يطري جمالي، بكيتُ عندما مرضتُ و كلّما مرضتُ ف أنا أنسى الدواء و كُنتَ أنتَ مُنبّهي، بكيتُ عندما اختنقتُ ذات ليلة و لم أجد من يقرأ لي المعوّذات حتى أهدأ و أغفو، لم يكن ألم غيابك ما يبكيني و لكني بكيتُ ألماً عندما أحسستُ فجأة بهذا الفراغ الذي خلّفته ورائك، أنا الآن حين أفرح لا أجدُ من أشاركه فرحي ف أبكي، و حين أحزن لا أجدُ من يفهم كلماتي او يخفف عني ف أبكي، و في أوقات فراغي لا أجدُ من يشاركني متعتي ف أبكي، و في قمّة انشغالي لا أجدُ من يسرق وقتي ليطمأنّ عني ف أبكي، أصبحتُ أبكي حين أنظر لأمي و أبكي حين تحنو عليّ ف أنا لم أعتد على قسوتك بَعْد، أنا لم أجرّب الخذلان بهذه الطريقة البشعة بَعْد، لذا أبكي على نفسي التي صدّقتك و أبكي على أحلامي التي ضيَّعتها، أنا أبكي لأنك احتليت مكانة الشخص الأول و لم تكن الأخير كما وعدتني، أبكي من وعودك الكاذبة و تعمّدك إيذائي بكلّ ما أوتيتَ من قسوة، و لكن اطمئن ستجفّ دموعي يوماً ما و لكن أنتْ أخبرني هل ما زال ضميرك بخير؟