فَٱرُوَّقٍ .

فأروقً؟ 

ألسلا۾ عليكمً 
            مختفي؟ 

__يَظُنُّ ٱلْكَثِيرُونَ أَنَّ طِبَّ ٱلْأَسْنَانِ مَهْنَةٌ تَقْتَصِرُ عَلَىٰ خَلْعِ ٱلضِّرْسِ أَوْ حَشْوِهِ، وَلٰكِنَّهُ عِلْمٌ دَقِيقٌ، وَفَنٌّ رَفِيعٌ، وَرِسَالَةٌ إِنْسَانِيَّةٌ عَظِيمَة 
            طِبُّ ٱلْأَسْنَانِ لَيْسَ مُجَرَّدَ أَدَوَاتٍ وَحَفْرٍ وَتَغْلِيف، بَلْ هُوَ ٱلْبَابُ ٱلْأَوَّلُ لِلصِّحَّةِ ٱلْجَسَدِيَّةِ وَٱلنَّفْسِيَّةِ، فَصِحَّةُ ٱلْفَمِ تُؤَثِّرُ فِي ٱلْقَلْبِ وَٱلْمَعِدَةِ وَسَائِرِ ٱلْأَعْضَاءِ، وَٱلِٱبْتِسَامَةُ ٱلْجَمِيلَةُ تُؤَثِّرُ فِي ٱلنَّفْسِ وَتَرْفَعُ ٱلثِّقَةَ وَتُضِيءُ ٱلْوَجْهَ كَأَنَّهَا نُورٌ يُنَشَرُ عَلَىٰ ٱلْوُجُوهِ 
            فِي طِبِّ ٱلْأَسْنَانِ، يَجْتَمِعُ ٱلْعِلْمُ بِٱلرَّقَّةِ، وَيَلْتَقِي ٱلتَّقْنِيُّ بِٱلْإِنْسَانِيِّ، فَكُلُّ مَرِيضٍ يَأْتِي وَهُوَ يَشْكُو أَلَمًا، فَيَلْقَىٰ طَبِيبًا يُطَمْئِنُهُ، وَيُحْسِنُ إِلَيْهِ، وَيُخَفِّفُ عَنْهُ، فَتُصْبِحُ زِيَارَةُ ٱلطَّبِيبِ بَابًا لِلرَّاحَةِ وَٱلشِّفَاءِ 
            وَطِبُّ ٱلْأَسْنَانِ فُنُونٌ مُتَعَدِّدَة: مِنْ جِرَاحَةِ ٱلْفَكِّ وَٱلْفَمِ، إِلَىٰ تَقْوِيمِ ٱلْأَسْنَانِ، وَزِرَاعَتِهَا، وَتَجْمِيلِهَا، وَعِلَاجِ ٱلْعَصَبِ، وَأَمْرَاضِ ٱللِّثَةِ، كُلُّ فَنٍّ مِنْهَا يَحْتَاجُ إِلَىٰ خِبْرَةٍ وَإِتْقَانٍ وَقَلْبٍ رَحِيمٍ 
            فَطَبِيبُ ٱلْأَسْنَانِ لَيْسَ جَزَّارًا، بَلْ هُوَ فَنَّانٌ وَعَالِمٌ وَمُسْتَمِعٌ جَيِّدٌ، يَسْمَعُ أَلَمَ ٱلْمَرِيضِ، وَيَقْرَأُ فِي عَيْنَيْهِ ٱلْخَوْفَ وَٱلْحَاجَةَ، فَيُحَاوِلُ أَنْ يُنْقِذَهُ بِكُلِّ مَا أُوتِيَ مِنْ عِلْمٍ وَرَحْمَة
            وَلِهٰذَا، فَـ دِرَاسَةُ طِبِّ ٱلْأَسْنَانِ لَا تَقِفُ عِنْدَ ٱلْكُتُبِ وَٱلْمَعَامِلِ، بَلْ تَسِيرُ مَعَ ٱلْأَخْلَاقِ وَٱلتَّطَوُّرِ وَٱلْبُحُوثِ، وَلَا بُدَّ لِكُلِّ طَبِيبٍ أَنْ يَتَعَلَّمَ كَيْفَ يُمَارِسُ ٱلرَّحْمَةَ قَبْلَ أَنْ يُمَارِسَ ٱلْمِهْنَةَ   .

﴿رَبَّنا لا تَجعَلنا فِتنَةً لِلَّذينَ كَفَروا وَاغفِر 
            لَنا رَبَّنا إِنَّكَ أَنتَ العَزيزُ الحَكيمُ﴾

- ﴿ يُدَبّرُالْأمْرَ ﴾ . 

- ﴿وَتَوَكّل عَلى اللهِ وَكَفَىٰ باللَهِ وَكِيلاً ﴾ .