حاولت ان أكتب غير أن القلم يحاول العصيان , شيئ ما يقود الجميع لكي يثور , هل هي عيناكي سواد شعرك , أنوثتك الكاملة , أم عقلك الغير قابل للإختراق , شيئ ما يربط كل شيئ مجددا كلما شعرت ان الفراق على بعد أمتار يعيدنا قرب نقطة البداية , في جوفك مدينة فاضلة لا أريد الإقتراب منها لأدنسها بخطاياي , هل تعرفين تلك القصص الميثافيزقية من الشرق , القصص المسيحية حيث يسافر الناس الأميال ليمحو خطاياهم , رحلات الغفران و التجول في المطهر , شيئ من هذا يشبهك , بإمكاني أن أرى الكنائس القوطية في حلاتك البنفسجية , مساجد سمرقند في حلاتك الزرقاء و نزاع سوفياتي مسلح بينما تقفين في كل مظاهرة إحتجاجا , لأنك مختلفة , لأنك ترفضين , لأنك تفكرين , أو لأنك أنت , أنت فقط , أنت فقط , بين كل حرف و كلمة يجف حبري و لم تنضب أفكاري , و لم تنتهي صورك من ملفات ذهني , بإسم كل خيبة أمل بإسم كل قصيدة حب قالها شاعر بإسم كل رصاصة عبرت عن حقد , بإسم كل قطرة دم نزلت عن كره , بإسم كل مدينة زالت و تبنى ، بإسم كل طائر غرد في السماء , بإسم كل جبل شهق في العلو , بإسم كل قبلة إختفت بين طيات الورق , بإسم كل عين لمحت و قلب نبض من أجلك , أعيريني قلمك و سلميني أفكارك و دعيني أبني لك عالما , عالما يعاملك بما تستحقين , عالما توضع به صورك في الصحف الأولى , عالما ترتقي فيه السماء و تضيئ بهبة من دفئك , حبرك دمك و أنوثتك هو الوصفة السحرية , مع قلب طاهر و رداء أبيض و بضع تمتمات و صليب موشوم على صدرك , يمكننا صناعة هذا العالم , أنا و أنتي و أغنية الإنتصار , أنا و أنت و هدوء الليل و أغان شرقية قرب نهر , أنا و أنت و القلم و الورق و أنين دموعك يختفي للأبد أنا و أنتي و كتل البشر و صوت حانق يرفض الماضي , هديان في كل مكان و أورقة مضطربة , من أخبرك أن تواجدك هادئ أو بسيط , هل أخبروك أنه من السهل التعامل مع وجودك , أم أخبروك كيف يتعامل الكون مع حضورك , هل أخبروك أنهم يحبون الأرض الذي تسيرين عليها و كأنك كلمات حمزاتوف , أم أنت من أحبك نيرودا , أم أنتي من أطفأت سيجارة تال , تغدرني موهبتي أحيانا و إن كنت أقتنع أن الكتابة ليست بمكامن قوتي , ينقطع عرقوب أخيليس و يغيب كمالي , و إن كانت أخطائك أكثر كمال من البدر في ليلة القصائد الطويلة من على شرفة غرفتك
رمزي_بورامول