كلما دقت ساعة المساء تبدأ الدقائق والثواني بملاحقة طيفكِ , لتعزف في قلبكِ لحن ورد , فيعبق الوقت بالحياة والجمال والسَّلام فليتَ طيفكِ سيدتي لايرحل نحوَ بحار الاختباء أو يمتطي سفن الرَّحيل نحو الغياب
كلما دقت ساعة المساء تبدأ الدقائق والثواني بملاحقة طيفكِ , لتعزف في قلبكِ لحن ورد , فيعبق الوقت بالحياة والجمال والسَّلام فليتَ طيفكِ سيدتي لايرحل نحوَ بحار الاختباء أو يمتطي سفن الرَّحيل نحو الغياب
أُعيذُ نفسي وأُعيذك
من شر فراقٍ يشبه فراق الرُّوح ومن شرّ شوقٍ يشبه شوق اليائسين إلى سراب المستحيل
ومن انتظارٍ مؤلم يشبه انتظار من فقدوا أوطانهم وتجمدوا على محطات أوهام الأمل تمرُّ بهم الأعوام والفصول ، يغضبون ، يثورون ، يكبرون ، يهرمون ، ثم يرحلون إما إلى سجون عدوهم أو إلى السماء ،
ومن ينجو يتشبث بمقاعد الانتظار ويكمل مسيرة أولئك الراحلين ، حيثُ لا مفر من أقدارهم ومن تلكَ الأسوار التي شيدتها أيدي المؤامرات والخيانة .
لاشئ يوقف معركة الحنين كلما دقت نبضات ليل السَّهر , وأنار الشوق ضوء القمر
إلّا نسمةُ فجرٍ تلَّون العتمة وتفتحُ نافذة الصمت على أغاني الحياة وتبتسم لإغفاءةٍ من عيون القلب
لم يأسرني إلا ذاك الوقار والهدوء الذي تجولتُ على شواطئ بوحهِ يوماً , ولم أدري أني سأقف أياماً وأعواماً على شواطئ صمتهِ أنتظر موجة شوق تأتي منهُ أسافرُ على أجنحتها وأُعانق من أجلها الكون والحياة
“الكلمات عبث ، وأنت كنت دائماً لغتي التي لا يفهمها أحد ، وراء التعويذات التي اخترعها أجدادنا وسموها حروفاً وأصواتاً، وها أنت تذهبين مثلما تعبر ريح الصباح شباكاً مهجوراً تحييه لحظة ، ثم تعيده إلى الغيب”
غسان كنفاني