سَكَـنْ

هل جربتَ الدُموع المُتحجرة أو المُتعفنة؟
          -وما هي؟
          رغبةٌ في البُكاء وظروفٌ تدعو للبكاء والإنهيار، كلُّ ذلِك ولا تستطيعُ أنَّ تنزِف شعوركَ وتَطردهُ على هيئةِ دموع!
          فهي تظلُ قابِعةً في القلب حتّى تتعفن!
          تُريد قبرًا بعيدًا عنك، لكنك لا توفِرهُ لهَا وتسجُنهَا وتسجنُ نفسك معهَا...
          -وفاء

انظُري نحوَ السَماء، واغطِسي في بَحرٍ مِنَ الصفاء،
          وهاتِ كلَّ الثِقل وإرمي بهِ في طَياتِ النسيَان وانسيهِ عزيزتي...
          
          واسألِيني ((ماذا هُناك إذًّا؟؟))
          لِأجيبكِ وأقول...
          ((هناك روحٌ تنتظر منكِ الهُدوء...
          وقلبٌّ يريدُ منكِ ترتيب نبضَاتِه،
          وهُناك أحلامٌ تنتظرُ مِنكِ الوصُول،
          سيهون كلُّ شيء ويَعود السُكون، 
          ما دُمتِ أنتِ الأمل والحياةُ بعيناكِ تُنادي وتَحوم سَيهون، وتَسْتمرُ الرحلة..))

في القُدسِ..
          رائحةٌ تلخّص بابلاً والهندَ
          في دكانِ عطارٍ بخانِ الزيت،
          
          واللّهِ رائحةٌ لهَا لغةٌ؛
          سَتَفْهَمُها إذا أصغَيتْ،
          وتقولُ ليِّ؛
          إذْ يطلقونَ قنابل الغاز المسيِّلِ للدموعِ علي:
           لا تحفل بهم..
          وتفوحُ من بعدِ انحسارِ الغازِ،
          وَهْيَ تقولُ لي: أرأيت!؟
          
          - تميم البرغوثي

((مُؤشِرُ قَلب))
          
          "وفي لَـحظةٍ مَا يَتوقفُ مؤشر نبَضاتِ قلبِّك، وَيُصبِح خطًا مُستقيمًا، ولا تَسجِيِّل لِأيِّ نبضاتٍ جدِيِّدة دونَ سَباقِ إنذار؛ والغريِّب في هَذا أنكَ لا تزَالُ حَيًّا!! 
          تُفكِرُ لِماذَا حدثَ كُلُّ ذلك، أكنتَ تسَتحق؟ فِعلاً ما حدثَ لِيتوقف قلبَّكَ؟!، تَموتُ كل المشَاعر والأحَاسِيس المُتعلقةِ بِـمَن قُلتَ "أحِبُهم وأعِزهم"، وتسيِّرُ أنتَ ضَائِع الخُطى، بِلا قَلب، مُندهِشًا بِما إكتسبتهُ لِرُؤيةِ الأمور مِنْ جَديد، أتُدركُ مَعنى أنْ يَسِير أحدُهم دونَ قَلب؟!
          
          هَو أن تَترك نفسَكَ تَحُوم وحدَهَا دُونَ عواطِف؛ لِتجَنبِ كلِّ ألمٍ جديد، لَـرُبَما ذلكَ أفضلُ لَكَ، عالمٌ دُون أيَّةِ ألوانٍ أو بَـريق، عَالمُ الأبيضِ والأسود، كُلُّ ذلك في ظِل مُسَمى التَعايش..."
          
          ك/سَكَـنْ♡

وأعلمكِ الآنَ لا تَرتجين مِن هذا الكُونِ إِلا السُكون؛ وبعض الراحة والسكينة، لِيحلَ عليِّكِ الربيع بِشتى ألوانه؛ أعلم أن الشتات يجتاحكِ رغمًا عنكِ، وأنَّ صَدركِ يحملُ كَلامًا كثيرًا يُثقل روحكِ!!، أرَاكِ تَتحدثِين ولكن! مَا تُخفيه أعظم،
          وهو يُخيفني أكثر وأكثر يومًا بعد يَوم، لَيس لأنَّهُ يُضر من حولكِ فأنتِ كَالفراشةِ _أو أشدُّ رِّقة_ لا تَسْتطيعينَ إيذاء شيء؛ ولكنهُ قَلقِي عليكِ منْكِ...
          إلا أنكِ ومِثل ما تجاوزتِ أيامٍا كانتْ أصعبَ مِن أن تمرَّ على جبالٍ فَتُحركها، فأنتِ وبِلا شكٍ قادرةٌ على تَجاوزِ كلِّ ما يؤرقكِ ويجعلكِ ذابلةً تِجاه الحياة؛ رُبمـا وأعلمُ أنكِ تَعلمين بِأنَّ ثباتكِ مصدرُ ثباتِ من حولك!، وأعلمُ أيضًا أن هذا في حد ذاته بدلَ أن يكون تحفيزًا ودافعًا أكبر لَكِ؛ إِلا أنَّهُ يُثقلكِ وَيَشدُّ على قلبِّكِ الحنون أكثَر مِنْ كونهِ تَشجيع!
          
          حَفظ اللّه قلبِّكِ في هاتهِ الأيام عَزيزتي
          قَبل ثلاثة أيام في ٢٠٢٤/٠٥/٢٠ الساعة ١٨:٤٧