أشعر بالاختناق، لما تفعل بي هذا؟
تحدث يجيبها بحزم؛ فوصلها صوته داخل محبسها كما لو كان يتحدث بميكروفون:
-حذرتك من سوء التصرف، وأن هناك عقاب لا تهاون به، تخطئين طوال الوقت، يجب عليك إدراك ما بتي عليه، وإنني أصبحت مديرك ومعلمك، وعليك احترامي وتنفيذ ما أحدد بدقة وطواعية.
بأنفاس مختنقة، ونبرة متألمة تحدثت، وكلمات متقطعة امتلأت حروفها بالرجاء والحسرة:
-بدأت أنفاسي تنقطع، إن أردت قتلي؛ فكن رحيماً، أم ماتت الرحمة والرأفة مع المشاعر.
بدأت عينها تنغلق لقلة الأكسجين حولها، بضغطة واحدة منه؛ فتح الحاجز أمام وجهها فقط، ولازال جسدها محاصر داخله يتألم، جعلها هذا لا تفقد الوعي كلياً؛ فصدرت منها شهقة عالية حين فتح، تسحب بها أكبر كمية من الأكسيجين.
ثوانٍ مرت ثم أفرجت عن مقلتيها الدامعتين، تسأله بقلة حيلة مطلقة:
-هل أذيتك لتلك الدرجة؟ لما كل هذا العذاب؟
#مهمة_مستحيلة
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
ارتجف قلبها، تعالت دقاته كادت تصم آذانها، قررت أن تلوذ بالهرب، استجمعت قواها الخائرة، تحركت تجر قدمها نحو الباب.
ما ان وضعت كفها عل المقبض وهمت تحريكه، حتى سمعت ما جعلها تبدو كالأموات؛ فانعقد لسانها وتيبس جسدها، كما اتسعت عينها بذعر.
-انتظري.
ظلت على حالتها تمسك المقبض تتمنى أن تستطيع فتح الباب والفرار، أو استدعاء صوتها الهارب، استمعت لنفس الصوت أمراً.
-التفتي إليّ، دعينا نتحدث.
تتمني أن تكُن جُنت وذهب عقلها، عوضًا عن تصديق وجود أخر معها بذات الغرفة، اغمضت عينها وببطء شديد استدارت، وبتمهل افرجت عن ناظريها.
#مهمة_مستحيلة
جديدة مجانية ارجو رفعها على الرف للدعم ضروري
https://www.kawkablit.com/h5/#/pages/novel/info?tid=2&nid=4290