﴿الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَالصَّابِرِينَ عَلَىٰ مَا أَصَابَهُمْ وَالْمُقِيمِي الصَّلَاةِ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ﴾ [سورة الحج: 35].
الله سبحانه وتعالى يصف عباده الحقيقيين بصفات تلامس القلب
"إذا ذُكر الله وجلت قلوبهم" يعني إذا سمعوا اسم الله أو تذكروا عظمته، قلوبهم ترتجف من الخشوع، مو خوفًا فقط، بل حبًا وتعظيمًا. قلبهم مو غافل، بل حيّ ومتصل بربّه.
"والصابرين على ما أصابهم" لأن الدنيا ما تخلو من ألم، بس هم ما يجزعون، يصبرون، يسندون قلوبهم على الله، ويعرفون إن بعد العسر يجي اليسر.
"والمقيمين الصلاة": مو بس يصلّون، بل يقيمون الصلاة حقّ قيام، بخشوع وحب وارتباط.
"ومما رزقناهم ينفقون": سواء كثير أو قليل، يطلعون منه لغيرهم، لأنهم يعرفون إن البركة مو بالكَمّ، بل بالنية.
أحيانًا نحس إن الحياة تجرفنا، وتسرق منّا لحظات الطمأنينة...
بس يجي ذكر الله، يهدينا، يربّت على قلوبنا، كأنّه يقول: "أنا معك، لا تخاف".
القلب اللي يرتجف إذا ذُكر الله، هذا قلب حيّ، مو ميت. قلب يعرف إن الطمأنينة مش في راحة الدنيا، بل في القرب من الله.
والابتلاء؟ ما هو إلا رسالة فيها لطف، فيها رفعة. الصابر مش بس يتحمّل، الصابر يتوكّل ويبتسم رغم كل شيء.
صلاتك هي موعدك الخاص مع السلام، ولما تعطي من رزقك حتى لو كنت محتاج... فأنت تثبت إنك تثق بالله، مش بالمال.
فـ خلك مع هالناس الطيبين، اللي قلوبهم معلّقة بالله، اللي يصبرون، ويصلّون، ويعطون...
لأن هذولا هم اللي الله ذكرهم بخير، ورضا، وحب^_^
الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ ۗ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ}.
هذه الآية تعلمنا كيف نكون حقًا ناس صالحين ومحبوبين عند الله، مش بس لما نكون مرتاحين ونشعر بالسعادة، لكن كمان لما نساعد ونعطي حتى في أصعب الظروف. كمان بتدلنا على أهمية التحكم في غضبنا والتسامح مع الناس، حتى لو زعلونا أو ظلمونا. الله يحب اللي يفعلون الخير ويصبرون ويعفّون عن الآخرين من قلبهم.
في كل يوم نواجه مواقف تختبر قلوبنا
ناس تفرحنا، وناس يمكن تجرحنا، وظروف ترفعنا أو تكسّرنا.
لكن في وسط كل هذا، الله يذكرنا بمن يحبهم
اللي يعطون في الرخاء وفي الشدة، ما يغيرهم حال ولا ظرف.
اللي يكتمون الغضب حتى لو كان عندهم كل الحق،
واللي يعرفون يعفون، لأنهم يختارون السلام على الانتقام.
يمكن مو دايم سهل نكون منهم،
بس يكفي نحاول… لأن الله يحب المحسنين.
وتخيل بس... إنك تكون من الناس اللي الله يحبهم.
مو شعور عظيم؟
{أَفَأَنْتَ تَهْدِي الْعُمْيَ وَلَوْ كَانُوا لَا يُبْصِرُونَ (43) إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ النَّاسَ شَيْئًا وَلَكِنَّ النَّاسَ أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ (44)﴾.
الآيتان تسليتان لرسول الله صلى الله عليه وسلم عن الذين كفروا به وأعرضوا عنه، وتعزيته عن عجزهم عن اتباع الحق والإيمان. فليس بوسع النبي أو أحد غيره أن يهدي من استحق الهداية ولم يؤمن، لأن الهداية بيد الله وحده، والناس هم المسؤولون عن ظلم أنفسهم بأنفسهم.
مو دايم الناس بتفهمك، ومهما حاولت، في ناس ما تبغى تشوف الحق، ولا تسمع له. فإنت ما عليك إلا تبذل السبب، وتهدي بالك، لأن الهداية من رب العالمين، مو منّا. أهم شيء، لا تظلم نفسك، ولا تحاول ترضي الكل، رضى رب الناس يكفيك عن رضى الناس كلهم
الآية تقول إن الهداية بيد الله، وحتى لو حاولت تفتح عيون الناس، إذا هم ما يبغون يشوفون، ما راح يشوفون. والله ما يظلم أحد، لكن كثير من الناس يظلمون أنفسهم لما يرفضون الحق. فـ رسالتها إنك:
لا تتعلق برضى الناس، لأنك ما راح تقدر ترضيهم كلهم.
خلِّي رضا الله هو الأول، وارتاح.
وابذل جهدك في الخير، لكن لا تحمل نفسك ذنب اختيارات الآخرين ^_^
"قلبٌ يُحارب… لكنه لم ينكسر"
أحيانًا لا يُرهقنا الألم وحده، بل الخوف الذي يرافقه…
خوف على نبضٍ خذلنا فجأة، وعلى قلبٍ أصبح يُرهق من أقل مجهود.
لكن يا من يُحارب في صمت،
تذكّر أن الله هو الذي يُحيي القلوب، ويُرمم ما بها،
هو القادر أن يُعيد العافية لنبضك، والطمأنينة لروحك.
القلب ليس مجرّد عضلة،
هو بيت مشاعر، ومرآة لما نمرّ به.
فرفقًا بقلبك… لا تُحمّله أكثر مما يحتمل،
لا تُثقله بالحزن، ولا بالقلق،
فما كتبه الله لك، سيكون فيه خيرٌ لا تراه الآن.
أمراض القلب ليست نهاية…
بل دعوة لبدء حياة مختلفة، أكثر هدوءًا، أكثر وعيًا، وأكثر قُربًا من الله.
خُذ الدواء، وابتسم، واستودع نبضك عند من لا تضيع ودائعه…
فـ الله لطيف بعباده، ويعلم أن قلبك يُحاول، رغم كل شيء.
Ignore User
Both you and this user will be prevented from:
Messaging each other
Commenting on each other's stories
Dedicating stories to each other
Following and tagging each other
Note: You will still be able to view each other's stories.