TB

أن تصيغ أمنية شيء صعب جدا، ربما يسهل على الآخرين فعلها، اما انا فأخاف ان اتمنى ، اعلم أن ليس مكتوباً لكل الأمنيات أن تتحقق لذلك ماذا لو تمنيت شيء وكان حدوثه له عواقب مؤلمة !؟ نتمنى الحب ثم يكسرنا الفقد، تقتلنا الخيانة ، وتتآكل قلوبنا من الخذلان، نتمنى التعافي، فيزول الأمان يسكن الخوف ويتلبسك ، لا يستقبل عقلك او قلبك فكرة ان تثق بأحدهم لأنك خضت حربا طويلة لتتعافى ، تتمنى عودة مغترب اشتقت اليه ، فيعود شخصاً مختلفا تماما ، تلاعبت فيه الخيبات والآلام ، كسرته الحياة مراراً فعاد بمرارة يحاول تغطيتها بابتسامة مزيفة..
          منذ أن ابتدأ العام الجديد وانا ارى الناس تتمنى الكثير، لكني لم أعد أجيد صياغة أمنية !

أحببت من الجنسين ، وخانني الحب في كلا المرتين، أحببت بعد عمر طويل للأسف من طرف واحد، اعتقد ان كيوبيد لم يكلف نفسه عناء رمي سهم من أجلي، لا بأس بذلك حقًا ، لكنّي بحاجةٍ ماسةٍ لأقنع نفسي اني لست بحاجة للحب..

تثير حفيظتي تلك الشخصيات التي تؤذيك عمدًا دون مبرر ثم تختفي من حياتك بطريقة او بأخرى .. تعود لك عندما تقسى الحياة عليها تستجدي عطفك وتتوقع بكل بجاحة انك تنتظرها فاتحًا ذراعيك وقلبك .. تغضب لأنك لست نفس الشخص، تستنكر ان لك ردة فعل على أذيتهم السابقة، بل وتستهجن رفضك لاستقبالهم مجددًا .. 
          هل عطاؤك وجميل معروفك وصدق مودتك جزاؤها المفروض اذيتك ؟! هل يحق لهم الغدر والأذى ولا يحق لك الرفض والترفع عنهم ؟! هل نحن المخطؤون ام هم الضحايا؟ ضحايا عطائنا الزائد وحبنا العميق ؟! ضحايا كرم اخلاقنا وحسن تعاملنا ؟! هل كان يجب ان نأخذ ولا تعطي!؟ ان نطلب ونستغل ونستبيح قلوب الاخرين ومشاعرهم !؟ هل الذنب اننا جيدون ؟! لا يمكن ان يكون العالم بهذا السوء لا يمكن ان يضم الاف السيئين ونوادر الاخيار!؟ ان كنا كلنا ضحايا وتم الغدر بنا فمن السيء اذا!؟ هل اختياراتنا خاطئة ام اساليبنا !؟ أعني انني عاجز عن التعامل مع الآخرين الآن فلا انا أجيد السوء ولا قلبي يتحمل المزيد منه..