أشعر وكأنني أزول.
لا أنوي من وراء هذا طلب مساعدة.
لعلي أوثق زوالي في هذه اللحظة.
لكن حتى هذا الرسالة قد لا تدوم؛ سأغرق الحبر عطراً وأرسلها الى شمعة.
حتى رسالتي ستتبدد ونزول معاً، دخاناً وكأننا لم نكن إلا صفحةً ملطخةً بالحبر، وعبير الوجود القديم.
أيدل هذا على عزمٍ على الرحيل؟
لا، الكتابةُ تشبثٌ بالحياة، وكذلك الجهل، والشك، والترقب.
أخبرني كيف لي أن أعرف، كيف اؤمن، كيف لي أن أصل اليقين.
أنا مجموعُ ما أجهل، ومالا أستطيع أن اضع يدي عليه، وما لم أنله قط..
يجدني الحبُ أرضاً جدباءَ لا مكان للحياةِ فيها، يجدني السحاب بلا سماءٍ، وتجدني الكلمات خرساء.
- من داخل المحراب..
بوحٌ لقارئةِ فنجان:
ندين لكل الأوهام التي نعتنقها، نعلق بها آمالنا كفنجان قهوتنا الفارغ.
أتخيل مصيري خطاً فاصلاً في قعر فنجان، حين لا أملك شيئاً للإيمان به.