"سنزهر من بعد العاصفة التي أودت بأوراق راحتنا في صفحات السماء، سنزهر مجددًا في ربيعٍ يُحيي أوراقنا الذابلة من فرط المقاومة.
اللقاء في ربيعٍ يُعطره عبير الزهور، أو في شتاءٍ هادئٍ مع كوب قهوة يحتضننا بدفئه. سنزهر في كل وقت، من بعد كل كربة عشناها بأمر الخالق، ليمتحننا ويهدينا لطريقه الحق."
"النفس والدنيا والهوى والشيطان، عندما يتكالبون عليك، تشعر كأنك مصاب بمرض تعدد الشخصيات. هذا يوسوس لك بأمر تعصي به ربك، وذاك يؤكد لك على كلامه، وتلك تفتنك وتغويك حتى تضل عن طريق الحق. وأنت بينهم تتخبط كما الغريق الذي يضرب الماء بيديه، ظنًا منه انه سينجو إن آلم الماء، ولكن هيهات!
إما أن ترضخ لهم جميعًا: للشيطان الذي يوسوس لك، وللنفس الأمارة بالسوء، والدنيا التي تفتنك وهي في الحقيقة فانية لا باقية، والهوى الذي إذا إتبعته ستُعاب؛ أون أن تحاربهم جميعًا بذكرك للذي هو مُطلع عليك في كل وقت وحين، وهو علام الغيوب سبحانه وتعالى، الذي قال بأنه أقرب إليك من حبل الوريد.
فاجعل مبدأ "أتقيه ولا أعصيه" نُصب عينيك وحاضرًا قي قلبك، واعلم أن تقوى الله هي المخرج الحقيقي في هذه الحياة. اتقوا الله يجعل لكم مخرجًا.
هل شعرت يومًا بالغربة؟ لا أعني هنا الغربة بمعناها الحرفي المرتبط بالسفر والبعد، بل أعني غربة النفس، وسط الأصدقاء والمعارف، وأحيانًا بين الأهل أنفسهم.
إحساس يشبه طفلًا خرج ليستكشف العالم من حوله، مُلبيًا النداء لفضوله، لكنه ضل الطريق وسط الزحام؛ يبحث، ويتوه، ويسأل: أين الأُلفة، وأين المأوى؟ فيا رب، ارزقنا قلوبًا تشبه قلوبنا، ونفوسًا صافية ،تألف أرواحنا المرهقة من شقاء دار الشقاء
وتعيننا على المسير في طريقك، وألا تجعلنا نحيد عن هداك ونهجك
عزيزي الإنسان المناسب لإكمال حياتي معه، أرجو منك أن تأتي بسرعة في ظل هذه الظروف البائسة التي أعيشها، وكأني فرخ عصفور تُرك وحيدًا ليتعلم الطيران في عاصفة لا ترحم! هنا، في عزلة مذاكرتي لمنهج الكيمياء والرياضيات البحتة التي على الأرجح ستقضي علىّ قبل أن أتمكن من تهنئة نفسي بوجودك، وأهنئك أنت على إختيارك لي.
نداء أخير!، أسرع أيها الأحمق، قبل أن تتحول حياتك معي لجحيم أبدي بمجرد أن يمن الله علىّ بلقائك
وآه!!! نسيت أن أخبرك بأنني أريد أن أكون حياتك....سامحني الله على ما ستنال مني إن تأخرت، فأنا هنا في "ورطة حياتية" لا يُمكن تحملها!!