F1reS1de_8
رنّت ضحكة خفيفة في غرفة ماري آن حين قالت إيميليا وهي تقترب من النافذة:
"ها قد أتى... استعدّي مولاتي، أمير الأحلام على وشك الدخول!"
تأوهت ماري آن وهي تعدل غطاء السرير:
"لا تضحكيني الآن، رأسي ما زال ينبض كطبول الحرب… أريد أن أبقى كما لو أنني على شفا الموت، عسى أن يُظهر بعض القلق كالبارحة."
ضحكت إيميليا بصوت مكتوم وهي ترتب شعر ماري آن بعناية ثم أخذت مقعدها بجانب الطاولة بسرعة—تمامًا في اللحظة التي فُتح فيها الباب برهبة.
دخل الملك كلايثر بخطاه الثقيلة، بعباءته الملكية ترفرف كأن الريح ترافقه، وعيناه تلمعان بقلق حقيقي:
"أأنتِ بخير، ماري آن؟"
قالها بنبرة منخفضة كأنها تحوي وزن مملكة بأكملها.
رفعت ماري آن يدها بتثاقل مصطنع، وكأنها تحتضر ببطءٍ جميل:
"ما زلت على قيد الحياة… بالكاد، مولاي"
إيميليا، وهي ترفع كوب الشاي نحو شفتيها، تمتمت بخبث دون أن يسمعها أحد:
"ها قد بدأ العرض."
راقبت الاثنين بعين خبيرة، وكأنها تتابع مسرحية رومانسية قديمة. كلايثر جلس على طرف السرير، أمسك بيد ماري آن بلطف، وقال بصوت خافت:
"لقد أرعبتني… ظننتك لن تستفيقي."
ماري آن كادت أن تضحك، لكنها تماسكت، تمثّل الألم على وجهها كأفضل ممثلة في البلاط الملكي:
"لو كنت أعلم أن غيابي يقلقك إلى هذا الحد، لفكرت بالأمر مرارًا."
إيميليا اختنقت بالشاي للحظة، وسعلت ضاحكة بخفّة، ثم تمتمت:
"أوه مولاتي، لم تتركي له مكانًا ليهرب!"
وبين الشاي الدافئ، والقلوب المتوترة، ونظرات لم تُقل صراحة، كانت الغرفة الصغيرة في القصر تعجّ بأجواء لم يعرف أحد إن كانت حربًا قادمة… أم بداية اعتراف خجول.
https://www.wattpad.com/story/392079632?utm_source=android&utm_medium=link&utm_content=share_writing&wp_page=create&wp_uname=F1reS1de_8